بعد وصول مغامر بريطاني لأقصى نقطة في إفريقيا ركضا.. خبراء يوضحون ما يفعله الجري بالجسم

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.


حقق مغامر بريطاني، يبلغ من العمر 27 عاما، مؤخرا إنجازا مذهلا من خلال الركض على طول القارة الإفريقية.

وانطلق روس كوك، وهو من بلدة ورثينغ غرب ساسكس، في رحلته التي يبلغ طولها 16 ألف كم (9940 ميلا) في 22 أبريل 2023.

إقرأ المزيد

شق القارة بطولها.. مغامر بريطاني يصل أقصى نقطة في إفريقيا ركضا بعد قطعه 16 ألف كم في 352 يوما (صور)شق القارة بطولها.. مغامر بريطاني يصل أقصى نقطة في إفريقيا ركضا بعد قطعه 16 ألف كم في 352 يوما (صور)

واستغرقت الرحلة من كيب أقولاس (أقصى نقطة في جنوب إفريقيا) إلى رأس أنجلة في تونس (أقصى نقطة في شمال إفريقيا) 352 يوما لإكمالها.

ووفقا للخبراء، فإن هذا الإنجاز يعد مستوى جديدا تماما من الرياضة المتطرفة، حيث يسلط الضوء على القدرات الرائعة لجسم الإنسان وما يمكن أن يتحمله.

وكان جسد كوك عرضة لجميع أنواع الآلام والإجهاد طوال رحلته، وقد تكون عملية التعافي بعد ذلك أكثر إيلاما بحسب الخبراء.

ومن المرجح أن يكون ألم العضلات ثابتا تقريبا بالنسبة لكوك طوال فترة التحدي. وقد يكون هذا بسبب الضغط الشديد والمتكرر على جميع عضلاته، خاصة تلك التي لها تأثيرات متكررة على الأرض أثناء كل خطوة.

وفي أي وقت كان يضطر فيه إلى الركض على منحدر أو المرور عبر أرض غير مستوية كان من شأنه أن يزيد من هذا الضغط بشكل أكبر، وذلك لأن مثل هذه التضاريس تتسبب في تقلص العضلات اللامركزية. 

ويؤدي هذا إلى حدوث تمزقات دقيقة في العضلات، ما يتسبب في تراكم إنزيم يسمى كيناز الكرياتين. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تأخر ظهور ألم العضلات، وهي حالة يمكن أن تكون مؤلمة للغاية ويمكن أن تستمر لعدة أيام.

ويمكن أن يستمر ألم العضلات هذا لمدة تصل إلى خمسة أيام بعد الجري لمسافة 200 كم، لذا فإن 352 يوما من الإجهاد العضلي المستمر على مدى آلاف الكيلومترات سيؤدي إلى تفاقم هذه الأعراض بشكل كبير.

إقرأ المزيد

دراسة تحدد أفضل وقت في اليوم لممارسة الرياضة دراسة تحدد أفضل وقت في اليوم لممارسة الرياضة

وعلى الرغم من أن هذه التمزقات الصغيرة تقوم بإصلاح نفسها بنفسها، إلا أن هذه العملية قد تكون طويلة وبطيئة اعتمادا على العديد من العوامل، مثل مقدار الوقت الذي يحتاجه الشخص للتعافي وما إذا كان يتناول نظاما غذائيا جيدا ومغذيا.

ويوصي الخبراء عادة بالتعافي النشط (شكل من أشكال الراحة للرياضيين) وممارسة التمارين منخفضة الشدة للمساعدة في إصلاحات التمزقات. ولكن ربما لم يكن هذا ممكنا بالنسبة لكوك أثناء التحدي الذي واجهه. وبعد التحدي، قد يحد ألم العضلات من قدرته على ممارسة الرياضة، ما يطيل الوقت الذي يستغرقه حدوث الإصلاحات.

وأفاد كوك أنه عانى من آلام في الساق أثناء التحدي. وقد تكون هذه علامات تلف في الأربطة والأوتار في الوركين والركبتين والكاحلين.

وثبت أن سباقات الماراثون الفائقة ذات المسافات الأقصر بكثير تؤدي إلى حدوث آفات في العظام والغضاريف وحتى مشاكل في الجراب (أكياس السوائل التي تتشكل بين العظام والأوتار أو حول العضلات). ولكن هذا بالطبع لا يحدث لجميع عدائي الماراثون.

ويعاني معظمهم من الالتواءات والإجهاد البسيط فقط، ثم يتعافون. وبالطبع، لم يحاول سوى عدد قليل من الأشخاص القيام بتحد مماثل لما قام به كوك، لذلك من غير المؤكد كيف سيتعافى جسده في الأسابيع المقبلة وما إذا كانت هناك آلام طويلة الأمد سيواجهها.

الالتهاب والتعب

من المرجح أن عضلات قلبه ربما تعرضت لضغط كبير أثناء التحدي بسبب إجهاد التمرين بالإضافة إلى الظروف القاسية التي كان يركض فيها غالبا.

إقرأ المزيد

كيف تمارس الرياضة بشكل أفضل؟كيف تمارس الرياضة بشكل أفضل؟

وقد تبين أن هذا النوع من التوتر المستمر لدى بعض عدائي الماراثون يرتبط بتلف أنسجة القلب. بل إن هناك علامات التهاب في الجسم بعد يومين فقط من الجري المتواصل.

ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن علم الوراثة قد يلعب دورا في ما إذا كان الرياضيون يعانون من الضرر، لذلك من الصعب التكهن بما إذا كان هذا تحدي كوك قد أثار استجابات مماثلة أم لا.

والأمر الآخر الذي ربما اختبره كوك أثناء التحدي هو الإرهاق الشديد، نتيجة لمتطلبات الطاقة المستمرة المفروضة على جسده، والتي كان من المستحيل تقريبا تلبيتها من خلال التغذية الكافية والنوم.

وفي الواقع، وجدت أبحاث أجريت على المجدفين عبر المحيط الأطلسي، وهي مهمة مرهقة بالمثل، أنه على الرغم من استهلاك أكثر من 6 آلاف سعرة حرارية في اليوم، فإن معظمهم فقدوا كميات كبيرة من الوزن، وكانوا يعانون من التعب الدائم ويعانون من ارتفاع معدلات ضربات القلب.

ومع تقدم كوك في التحدي وبذل المزيد من الطاقة، كان سيحتاج إلى مزيد من النوم للتعافي، ولكن هناك بالطبع 24 ساعة فقط في اليوم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حالة تسمى “متلازمة نقص الأداء” والتي ترتبط بضعف وظيفة المناعة وزيادة التعرض للعدوى الفيروسية والبكتيرية.

لكن تأثيرات “متلازمة ضعف الأداء” على الجهاز المناعي قد تصبح واضحة فقط الآن بعد أن أنهى كوك تحديه.

وتظهر الأبحاث أن العديد من عدائي الماراثون يعانون من التهابات الجهاز التنفسي العلوي عندما يتوقفون عن الجري، نتيجة للانخفاض المفاجئ في هرمونات التوتر والإرهاق الشديد الناتج عن التحدي.

لكن إحدى أكبر عواقب التحدي قد تكون التأثيرات التي يحدثها على العقل. وقد ارتبط سباق الماراثون الفائق بزيادة مستويات الاكتئاب في الأيام التي تلي الجري، إلى جانب التعب العقلي والشعور بقدر أقل من اليقظة.

وبالنظر إلى التعب الشديد الذي عانى منه كوك، فمن المحتمل جدا أنه عانى من انخفاض الحالة المزاجية أثناء رحلته.

ومن الممكن أن يواجه هذه التجربة أيضا في الأيام المقبلة، حيث أن هذه الأعراض أكثر شيوعا لدى الرياضيين الذين يعانون من “متلازمة ضعف الأداء”.

المصدر: مديكال إكسبريس



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.