لقد كشف الهجوم عن حدود استعداد الولايات المتحدة للانجرار إلى صراع أوسع نطاقا. وهذا قد يخفف من خطوة إسرائيل التالية. إيسفانديار باتمانغيليدي – The Guardian
كان هجوم إيران على إسرائيل مباشرة من أراضيها غير مسبوق. ورغم تصدي إسرائيل والحلفاء للهجوم فقد بدا مشهد الصواريخ فوق قبة الصخرة وكأنه نذير حرب شاملة.
لكن ما هو أهم من الديناميكيات في تل أبيب أو طهران هو موقف الولايات المتحدة. فقد حذّر جو بايدن نتنياهو من أن الولايات المتحدة لن تدعم أي هجوم إسرائيلي ضد إيران. ويأتي هذا التحذير على خلفية توقعات المسؤولين الأمريكيين برغبة نتنياهو في شن هجوم على إيران.
لقد انخرطت إسرائيل وإيران في “حرب الظل” لسنوات. وتحملت إيران الكثير من الإحراجات في هذه الحرب، حيث قُتل جنرالات كبار وتم اغتيال علماء نوويين. كما ضربت الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية مرارا المواقع العسكرية والمنشآت النووية والبنية التحتية المدنية في جميع أنحاء إيران.
ويعكس استعداد إيران لاستيعاب هذه الهجمات الخوف من أن يؤدي الرد المباشر إلى إخراج الحرب مع إسرائيل من الظل. وحتى الآن، يظل القادة العسكريون الإيرانيون، رغم حرصهم على استعراض قوتهم، حذرين من بدء معركة مع إسرائيل.
ولهذا السبب منحت إيران إسرائيل وشركائها متسعًا من الوقت للاستعداد للهجوم. كما شاركت إيران في محادثات عبر القنوات الخلفية لتوضيح أنها لا تسعى إلى إشعال حرب. وبمجرد انتهاء الهجوم، أصدرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بيانا قالت فيه إن “الأمر يمكن اعتباره منتهيا”.
لكن ربما تفرض الطبيعة المباشرة والمخيفة للهجوم رداً إسرائيلياً قوياً. وربما تؤدي إلى دورة خطيرة من التصعيد. وفي تحذير للقادة الإسرائيليين، أشاد حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، بالهجوم باعتباره يؤسس لـ “معادلة جديدة” لا تستطيع فيها إسرائيل مهاجمة “الشعب أو الممتلكات أو المصالح” الإيرانية دون إثارة رد فعل “متبادل”. من ايران.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن “الحملة لم تنته بعد”. وبنقل القتال إلى إيران، ترى إسرائيل فرصة لاستعادة الدعم الدولي، الذي تآكل بسبب سلوكها المروع في غزة. لكن من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل على الرد.
في عام 2012 أعلن الرئيس باراك أوباما، حين سئل حول أمن إسرائيل، أن “أي هجوم على إسرائيل هو هجوم على الولايات المتحدة”. لكن تعريف الناخبين الأمريكيين اليوم لمفهوم المصالح الأمنية الوطنية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط مختلف. وهم يرفضون العمليات الإسرائيلية في غزة.
وقد فضحت إيران حدود الضمانات الأمنية الأميركية. ولتحقيق هذه الغاية، فقد طورت فهمًا حادًا لتردد بايدن العميق في الدخول في حرب جديدة، والذي تجلى مؤخرًا في رد فعله على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم على قاعدة التانك العسكرية في سوريا في يناير.
وقد يفسر هذا سبب اختيار إيران لهجوم مباشر على إسرائيل. ولم يقم ذلك باستعادة الردع الإيراني بشكل مباشر، لكنه كشف عن تردد أمريكي حاسم. قد يكون التأثير هو نفسه.
ويوضح بيان بايدن أن إسرائيل لا تزال قادرة على الدفاع عن أراضيها وستحظى بدعم الولايات المتحدة في القيام بذلك. ولكن إذا استمرت إسرائيل في الهجوم، فقد تضطر إلى القيام بذلك بمفردها. هذه الحقيقة، أكثر من أي شيء آخر، قد تخفف من الخطوة التالية لإسرائيل.
المصدر: The Guardian
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب