سُرقت في تلك الحرب الوحشية والمدمرة كنوز لا تقدر بثمن من سبائك الذهب والأحجار الكريمة والتحف النادرة واللوحات الفنية من جميع أنحاء أوروبا ومن منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
في تلك الأثناء وبنهاية الحرب، نقلت ثروات مسروقة إلى البلدين، وخبأ قسم آخر في مواقع سرية في عدة مناطق، حين بدأت هزيمة البلدية النهائية تلوح في الأفق.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تحولت قصص تلك الكنوز إلى ما يشبه الأساطير واختلطت الحقيقة بالخيال. بمرور الزمن ظهر صائدو الكنوز وبدا سباق محموم في عدة مناطق بحثا عن ذهب الذي سرقه النازيون، والكنوز التي نهبها اليابانيون. ستة من هذه الكنوز لا يزال مصيرها مجهولا، وتتواصل من دون يأس محاولات من قبل أفراد وجماعات للوصول إليها.
سبائك وتحف “ياماشيتا” الذهبية:
ياماشيتا تومويوكي، هو جنرال في الجيش الإمبراطوري الياباني قاد القوات التي احتلت الفلبين عامي 1944 – 1945.
تولى هذا الجنرال عملية إخفاء كنوز من الذهب في أنفاق في الفلبين وقام بتفخيخها بعبوات متفجرة ومن الغاز السام.
تلك الكنوز من سبائك الذهب وكمية كبيرة من المجوهرات التي نهبت من البنوك والمتاحف في الدول التي اجتاحتها القوات اليابانية، تم في البداية تجميعها في سنغافورة، ثم نقلت ودفت في سرية تامة في أنفاق عميقة بالفلبين.
عثر صائد كنوز فلبيني يدعى روجيليو روكساس في عام 1970 على قطع ذهبية يعتقد أنها من هذا الكنز. وصلت الأخبار إلى دكتاتور الفلبين فرديناند ماركوس، فأرسل إليه، بحسب ادعاء هذا الأخير، من انتزع الغنيمة الذهبية منه. لا يزال عدد من المغامرين ينقبون في المناطق المحتملة لوجود هذا الكنز الأسطوري، مؤملين أنفسهم بالعثور عليه في يوم ما.
كنز روميل الذهبي:
يرتبط اسم الجنرال الألماني إرفين روميل الشهير بلقب ثعلب الصحراء بكنز أسطوري لا علاقة مباشرة له به.
ما يعرف بكنز روميل، عبارة عن كميات كبيرة من الذهب والمجوهرات ثمينة كان النازيون قد نهبوها من اليهود في جزيرة جربة أثناء احتلالهم لتونس في عام 1943 .
وضع الالمان النازيون الكنز في سفينة كانت وجهتها جزيرة كورسكا الواقعة بين فرنسا وإيطاليا. الروايات ترجح أن يكون الكنز قد فقط إثر غرق السفينة اثناء محاولة نقله من كورسكا إلى ألمانيا. بعض المغامرين لا يزالون يحاولون العثور على هذا الكنز الغامض.
غرفة العنبر الروسية الأسطورية:
بدأت قصة هذه الغرفة الفردية في عام 1716، حين أهدى الملك البروسي فريدريك ويليام الأول القيصر الروسي بطرس الأول، مجموعة كبيرة من الألواح المصنوعة من العنبر الطبيعي المتحجر. هذه الألواح استخدمت في تزيين القصر الملكي، وجرى الانتهاء من غرفة العنبر في عهد الإمبراطورة إليزابيث بتروفنا.
خلال الحرب الوطنية العظمى في فترة الحرب العالمية الثانية، قام النازيون الألمان بتفكيك غرفة العنبر بطريقة وحشية وجرى نقلها حاليا في عام 1944 إلى مدينة كونيغسبرغ، بإقليم كالينينغراد الروسي.
قامت قوات الحلفاء بقصف المدينة، ولا تزال الآراء متضاربة بين المؤرخين حول ما إذا كانت هذه الغرفة قد تعرضت للتدمير أم لا. عدد من الباحثين لا يزاون يأملون في العثور على غرفة العنبر.
رسميا تعتبر غرفة العنبر مفقودة بطريقة لا رجعة فيها، وقد تم ترميم مكانها الأصلي بعد جهود مضنية وإعادته إلى ما كان عليه.
كنز السفينة الألمانية ميندين:
ميندين، سفينة ألمانية كانت تبحر في عام 1939 من ريو دي جانيرو إلى ألمانيا، اصطدمت بسفينة بريطانية قبالة سواحل أيسلندا. يعتقد أن النازيين قاموا عمدا بإغراق سفينتهم كي لا تقع حمولتها التي يعتقد أنها من الذهب في أيدي البريطانيين.
حاولت بعثة بريطانية عامي 2017 – 2018، تحديد موقع حطام هذه السفينة للعثور على الكنز المزعوم. يفترض أنه تم تحديد موقع محتمل للسفينة الغارقة، إلا أن الكنز لم يصل إليه أحد حتى الآن.
كنز من عظام “رجل بكين”:
هذا نوع مختلف تماما من الكنوز التي فقدت في فترة الحرب العالمية الثانية، ولا تقدر قيمته بأي ثمن.
هذا الكنز عبارة عن 200 قطعة من المتحجرات التاريخية النادرة لما يعرق بـ”إنسان بكين”، كانت أرسلتها الصين في عام 1941 إلى الولايات المتحدة للمحافظة على سلامتها، تحوطا من غزو ياباني. هذه الأحافير وضعت حينها في صندوقين كبيرين وشحنت على متن سفينة أمريكية من جنوب الصين.
بطريقة غامضة اختفت الحمولة المكونة من أحافير لإنسان بكين الذي يعتقد أنه عاش في تلك المنطقة قبل أكثر من 700 ألف عام.
يسري اعتقاد بأن الأحافير دمرت، إلا ان باحثين دفعوا بافتراض في عام 2012 رجحوا من خلاله أن تكون أحافير بكين قد أخفيت في قاعدة بحرية أمريكية قديمة في الصين وهي الآن مغطاة بالإسمنت. من حسن الحظ أن العلماء كانوا أعدوا قوالب من الجبس لبقايا هذا النوع الإنساني المنقرض، قبل أن تختفي.
المصدر: RT
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link