“يوم الحساب النهائي”.. الثعلب الأمريكي العجوز يحذر من يوم تضرب فيه صواريخ إيران النووية إسرائيل


وقال بولتون في مقال نشره في صحيفة “التلغراف” البريطانية إن “الاستمرار في الحرب له أهميته، في كثير من الأحيان بطرق غير متوقعة، مما يثبت صحة مقولة كارل فون كلاوزفيتز بأن “أي نشاط بشري آخر لا يرتبط بالصدفة على نحو مستمر أو عالمي””.

وأضاف: “على النقيض من النجاحات الاستخباراتية التي حققتها إسرائيل في الآونة الأخيرة، كان الحظ السعيد، حليف الوجود العسكري المستمر في غزة، ما أدى إلى القضاء على رئيس حركة حماس يحيى السنوار”.

إقرأ المزيد

وتابع بولتون، أن بايدن طالب إسرائيل بعدم دخول رفح، خوفا من سقوط ضحايا مدنيين، الأمر الذي تجاهله نتنياهو ومضى قدما في الهجوم على رفح، وما يبرر هذا القرار الإسرائيلي بتجاهل الأوامر الأمريكية، هو النجاح في اغتيال يحيى السنوار.

وحذر من أن هذا الأمر قد “ينقلب ضد تل أبيب إذا فشل تصميمها (على استمرار الحرب وضرب إيران)”، مشيرا إلى أن الضربة الإيرانية المقبلة ضد إسرائيل قد يكون أحد الصواريخ الباليستية برأس نووي.

وأشار مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق إلى أنه “بعد الضربة التي شنتها إيران على إسرائيل في أبريل الماضي، حث بايدن نتنياهو على “أخذ المكاسب” وعدم الرد بقوة، وقد أوحت هذه الفكرة السهلة بأن مجرد البقاء على قيد الحياة هو كل ما تحتاجه إسرائيل. واستسلمت تل أبيب لضغوط واشنطن، فاستجابت بضربة انتقامية واحدة، وفي مقابل ذلك، تعرضت إسرائيل مرة أخرى في الأول من أكتوبر الجاري، لهجوم بأكثر من 180 صاروخا باليستيا، وهو أكبر هجوم من نوعه في التاريخ. ومرة ​​أخرى، يضغط بايدن وستارمر على إسرائيل حتى لا ترد بقوة كما ينبغي لها، وخاصة ضد برنامج الأسلحة النووية الإيراني والبنية التحتية للنفط والغاز”.

وأضاف: “علاوة على ذلك، يسعى بايدن، بعد مقتل السنوار، إلى وقف إطلاق نار عام في جميع الجبهات. وبصرف النظر عن المشكلة المتواضعة المتمثلة في أن ما تبقى من قيادة حماس رفض بالفعل وقف إطلاق النار، فإن دبلوماسية بايدن مضللة تماما”.

وتابع بولتون: “ما هي الأهداف التي ينبغي لإسرائيل أن تسعى إلى تحقيقها إذا لم يكن وقف إطلاق النار؟ يقدم ونستون تشرشل إجابة مرضية: أستطيع أن أجيب بكلمة واحدة: النصر، النصر بأي ثمن.. النصر على الرغم من كل الإرهاب. النصر مهما كان الطريق طويلا وصعبا، فبدون النصر لا يمكن النجاة”.

وأضاف موضحا: “على الصعيد العملي، يتعين على إسرائيل أن توسع حملتها العسكرية في غزة وأن تلاحق زعماء حماس أينما فروا. ويتعين على الدول العربية التي توفر الملاذ الآمن للإرهابيين أن تصدر إخطارات إخلاء لهم، وأن تسمح لهم بالاستقرار في إيران أو أفغانستان، يجب على إسرائيل أن تدمر بشكل منهجي كل سنتيمتر مكعب من القلعة التي بنتها حماس تحت غزة، حتى لا يتمكن الإرهابيون في المستقبل من الاستفادة منها. يجب أن تصبح غزة موقعا مدنيا بحتا”.

وتابع: “حزب الله لابد وأن يستمر في مواجهة مصيره، في حين تعمل إسرائيل على إضعاف هياكله السياسية والعسكرية. ولم يكن لدى أهل غزة ولا أهل لبنان حتى الآن القدرة على التخلص من سرطانهم الإرهابي، ولكن الفرصة سانحة الآن للقيام بذلك. الواقع السياسي والنفسي هو أن مواطني غزة ولبنان لن يتمكنوا أبدا من الحصول على مجتمعات حرة وآمنة إلا بعد أن يتم تدمير حماس وحزب الله بشكل لا يمكن ترميمه. ولكن لا توجد وسيلة للوصول إلى هذه النقطة إلا بعد أن يتضح للجميع أن حماس وحزب الله ليس لديهما مستقبل أفضل من الحزب النازي الألماني بعد عام 1945”.

وبالنسبة للحوثيين في اليمن، قال بولتون إن “المصلحة الدولية في إعادة فتح الممر البحري عبر قناة السويس/البحر الأحمر كانت تبرر منذ فترة طويلة استخدام الغرب للقوة. حتى أن بايدن استيقظ، فأرسل قاذفات الشبح من طراز B-2، ومن المرجح أن تسقط صواريخ خارقة للتحصينات على أهداف حوثية، لتذكير طهران بقدرات الولايات المتحدة ضد أصولها النووية والصاروخية الباليستية”.

وأضاف: “حرية البحار كانت مبدأ أساسيا في سياسات الأمن القومي للولايات المتحدة والمملكة المتحدة لعدة قرون، ونحن محقون تماما في الدفاع عنها ضد الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين، وكانت الميليشيات الشيعية الإرهابية التي أنشأتها إيران في العراق وسوريا أقل تورطا بشكل مباشر في مهاجمة إسرائيل في الصراع الحالي، ولكنها استهدفت مدنيين وعسكريين أمريكيين أكثر من 170 مرة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر”.

وتابع بولتون: “مع تقلص نفوذ إيران وقواتها بالوكالة في مختلف أنحاء المنطقة، قد يجد أعضاء هذه الميليشيات أشياء أخرى للقيام بها. ومن الممكن بل وينبغي التعامل معهم في الوقت المناسب”.

وأشار إلى أنه “من الواضح أن المشكلة الأكبر تكمن في إيران، مصدر الأسلحة والمعدات والتدريب والتمويل الذي تعتمد عليه ميليشياتها الإرهابية. والآن تقرر إسرائيل ما الذي ستستهدفه في إيران: برنامج الأسلحة النووية؛ أو الصواريخ الباليستية وغيرها من الأصول العسكرية، أو القيادة العليا أو البنية الأساسية النفطية. وكما كان متوقعا، يريد البيت الأبيض مهاجمة الأصول العسكرية فقط، بعد أن صرح بايدن علنا بشكل غير حكيم أنه يعارض قيام إسرائيل بضرب الأصول النووية أو النفطية، خوفا من العواقب السياسية في أمريكا في الخامس من نوفمبر (الانتخابات الرئاسية الأمريكية).

وأضاف: “بايدن يضغط على إسرائيل فعليا لحملها على تجاهل أخطر القدرات العسكرية الإيرانية وأكثرها أهمية، وهو أمر غير منطقي. إسرائيل لديها الفرصة والتبرير المثاليين لشن هجوم ضد التهديد العالمي المتمثل في انتشار الأسلحة النووية من جانب إيران، وبالتالي حماية نفسها والعالم بأسره. ويتعين علينا أن نشجع إسرائيل على القيام بذلك على وجه التحديد”.

وختم بولتون، الذي يوصف بالثعلب الأمريكي العجوز، مقاله مشددا على أن “الرد الإسرائيلي على إيران قد يبدأ في أي لحظة، ولا شك أن خروج البرنامج النووي الإيراني من هذه الأزمة دون أضرار لن يكون إلا تأجيلا ليوم الحساب النهائي”.

المصدر: التلغراف

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment