هل تستطيع أوروبا قتال روسيا بمعزل عن الناتو؟ .. القدرات العسكرية للطرفين بالأرقام


الأكثر حماسة في هذا الاتجاه، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان أعلن مؤخرا قائلا إن “قواتنا المسلحة المشتركة جنبا إلى جنب مع المملكة المتحدة، تضم أكثر من 2.5 مليون فرد عسكري محترف، أكثر 25 بالمئة من موسكو…  إذا كنا أقوياء، يجب أن ندافع عن أنفسنا”.

بالتوازي اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على برنامج لـ”إعادة تسليح أوروبا” بقيمة إجمالية قدرها 800 مليار يورو، وذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الأموال ستأتي بشكل خاص من خلال رفع قيود مختلفة.

مثل هذا التوجه المتطرف والعدائي تجاه روسيا كامن لدى بعض الساسة الأوروبيين وهو ليس ظرفيا وتعود جذوره إلى زمن بعيد.

الخوف المرضي من روسيا كان عبّر عنه بوضوح في عام 1848، هنري جون تيمبل، المعرف باسم اللورد بالمرستون، وهو رئيس وزراء بريطاني سابق لفترتين بقوله: “ما أصعب العيش في هذا العالم حين لا يكون أحد في حالة حرب مع روسيا”.

ترتفع أصوات أوروبية تروج للحرب مع روسيا وتصورها على أنها الخطر الداهم الوحيد في استعادة ليست بعيدة في أهدافها ونواياها عن غزو نابليون بونابرت الفاشل لروسيا في القرن التاسع عشر وكذلك غزو جيوش ألمانيا النازية لها في الحرب العالمية الثانية.

في خضم هذه التصريحات النارية، أظهرت صور الأقمار الصناعية على الإنترنت تقلص حجم “لينتا”، أكبر مقبرة للدبابات في أوروبا الغربية، وتقع بالقرب من بلدة فرشيلي الإيطالية، حيث نُقل منها 96 دبابة طراز ليوبارد 1 تابعة لسويسرا وكانت مخزنة هناك، ودبابات ليوبارد 2  تابعة لدول مختلفة وناقلات جند مدرعة إيطالية مختلفة، وأعيد إصلاحها ثم أرسلت إلى أوكرانيا.

الخبراء يقولون إن الجيوش الأوروبية هي الأخرى تعمل بشكل محموم على تجديد أساطيلها من الدبابات بإصلاح المعدات القديمة بعد أن فرغت مستودعاتها، في علامة على استعدادات متواصلة لعمليات عسكرية محتملة.

القدرات العسكرية الأوروبية:

يقدر مجموع القوات النشطة لدول الاتحاد الأوروبي بحوالي 1.3 مليون جندي، يرفده احتياطي يصل إلى 2.8 مليون عسكري، وفي ترسانتها 2500 طائرة حربية، و5000 دبابة، و200 سفينة رئيسة.

تعد جيوش فرنسا وبريطانيا وألمانيا الأقوى بين دول الاتحاد الأوروبي . فرنسا تمتلك قوات برية يصل عددها إلى 112000 شخص، علاوة على وحدة خاصة هي الفيلق الأجنبي وبه 9000 مجند من مواطني دول أخرى.

القوات البريطانية توصف بأنها قوة متوسطة الحجم وعالية التقنية تضم حوالي 80000 جندي عامل، وهي تعاني من صعوبات في التجنيد وفي الاحتفاظ بالكوادر. سلاح بريطانيا التقليدي يتمثل في القوات البحرية وتضم 80 قطعة متنوعة ويعمل بها 45000 شخص.

الجيش الألماني كان يضم بنهاية 2016 حوالي 177000 شخص، ينتمي منهم 61000 إلى القوات البرية، و18000 إلى القوات البحرية، و28000 إلى القوات الجوية، علاوة على 20000 شخص تابعية للخدمات الطبية.

القدرات العسكرية الروسية:

لدى روسيا جيش تعداده مليون ونصف المليون جندي بعد أن تمت زيادة حجم القوة البشرية بمقدار 180000 عسكري، ولديها احتياطي كبير يصل إلى مليوني جندي، علاوة على قوات شبه عسكرية أخرى.

الجيش الروسي يأتي في المرتبة الثانية عالميا من حيث عدد الدبابات، وتضم ترسانته 14777 دبابة، وفي المرتبة الثانية أيضا في مجال الطيران العسكري بأكثر من 4000 طائرة، وفي نفس المرتبة بعدد الطائرات المروحية بترسانة تزيد عن 1500 طائرة مروحية عاملة. علاوة على ترسانة بحرية تضم 350 سفينة حربية إضافة إلى سلاح الغواصات.

روسيا تتفوق على الدول الأوروبية في عدد الدبابات والصواريخ والاحتياطي البشري. وهي تتفوق أيضا في القدرة السريعة على التعبئة، كما تواجه الجيوش الأوروبية تحديات معقدة في مجال التنسيق بين جيوشها المتعددة.

يتحمس قادة أوروبيون للدخول في مغامرة عسكرية كبرى مع روسيا لا تحمد عواقبها لتدمير ما يعدونه، آخر خصم رئيس في القارة، وأيضا للاستيلاء على مواردها الهائلة، تماما كما حلم الغزاة السابقون وعادوا في النهاية خائبين.

روسيا كما أكدت في أكثر من مناسبة تاريخية فاصلة، أكبر من أن يبتلعها أي غاز مهما بلغت قوته. هذا البلد المترامي الأطراف والغني بموارده البشرية والطبيعية قد يخسر معركة لكنه دائما ينتصر في الحرب.

المصدر: RT

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment