هاريس ارتكبت خطأ فادحا مع الناخبين اللاتينيين


لقد أخطأت هاريس كثيرا حين تفادت إدانة الترحيل الجماعي لما يقرب من 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في الولايات المتحدة.

إن الترحيل الجماعي على هذا المستوى من شأنه أن يترتب عليه تكاليف باهظة. ويشير تقرير حديث صادر عن مجلس الهجرة الأميركي إلى أن الترحيل الجماعي لمرة واحدة من شأنه أن يكلف ما لا يقل عن 315 مليار دولار، بما في ذلك 89.3 مليار دولار للاعتقالات، و167.8 مليار دولار للاحتجازات، و34.1 مليار دولار للمعالجة القانونية، و24.1 مليار دولار لعمليات الإبعاد.

ولكن التكلفة البشرية ستكون أكثر تدميرا. فقد يتم فصل نحو ستة ملايين طفل أميركي عن والديهم، الأمر الذي قد ينتهي بهم المطاف إلى نظام الرعاية الاجتماعية. وسوف تتحمل مئات الآلاف من الأسر ذات الوضع المختلط صدمة الترحيل، وهو ما يُعرف بأنه محفز لمشاكل الصحة العقلية الخطيرة. وسوف يؤدي فقدان الأقارب غير المسجلين إلى دفع مئات الآلاف من الأسر إلى براثن الفقر.

وقد اقترحت محامية مختصة في قضايا الهجرة مؤخرا وسيلة لتوضيح المأساة المحتملة التي قد يخلفها الترحيل الجماعي على المجتمع اللاتيني. فقد أشارت إلى المشهد الشهير من فيلم “العودة إلى المستقبل” حيث يشاهد مارتي ماكفلاي أفراد عائلته وهم يختفون ببطء من إحدى الصور. وقالت: “تخيلوا هذا، ولكن مع وجود الملايين من الأسر اللاتينية في الولايات المتحدة”.

ولكن لماذا فعلت هاريس ذلك؟

تظهراستطلاعات الرأي الأخيرة أن الأمريكيين يتجهون نحو اليمين في التعامل مع قضية الهجرة، حيث يفضل أغلبهم الآن سياسات أكثر تقييدا. ويؤيد أكثر من نصف الأمريكيين الآن الترحيل الجماعي، بما في ذلك ربع الديمقراطيين. وتخشى هاريس أن اتخاذ موقف متعاطف مع المهاجرين غير الشرعيين قد يؤدي إلى تنفير الناخبين الرئيسيين قبل أسابيع فقط من الانتخابات.

ورغم أن هذه الاستراتيجية قد تكون منطقية بالنسبة للناخبين البيض غير الحاسمين في الولايات المتأرجحة مثل ويسكونسن (على الرغم من أن صناعة الألبان في ويسكونسن سوف تعاني كثيرا بدون العمالة المهاجرة)، فإنها أقل حكمة عندما ننظر إلى الناخبين اللاتينيين.

ورغم أن بعض استطلاعات الرأي تشير إلى أن اللاتينيين يؤيدون تدابير أكثر صرامة لمراقبة الحدود، فإن المجتمعات الهسبانية تمتلك قلقا عميق الجذور بشأن إبقاء الأسر معا. فقد وجد استطلاع رأي حديث أجرته شركة Equis Research أن النهج الأكثر فعالية لتحويل حصة هاريس في التصويت ينطوي على تسليط الضوء على سلبيات ترحيل ملايين المهاجرين.

لقد كانت فرصة ضائعة، وربما لا يزال لدى هاريس بعض الوقت لتقديم القضية كما يجب ولكن بعد 5 نوفمبرقد يكون الأوان قد فات – وبالنسبة للعديد من أفراد المجتمع الهسباني، قد يكون الدرس مؤلما.

المصدر: واشنطن بوست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment