نيويورك تايمز: بخيارات محدودة.. زيلينسكي يبحث عن طريق للأمام


وجاء في المقال المنشور على صفحة الموقع، والذي كتبه كل من كيم باركر (كييف)، وإريك شميت (كييف) وستيفين إيرلانغر (برلين) وأنطون ترويانوفسكي (برلين):

ظل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، على مدى أسابيع، يحث زعماء الغرب على دعم ما يسمى بـ “خطة النصر”، التي يزعم أنها ستنهي حرب البلاد مع روسيا العام المقبل. لكن زيلينسكي لم يتلق سوى دعم خطابي فاتر.

فلم توافق أي دولة على السماح لأوكراني بإطلاق صواريخ غربية بعيدة المدى ضد أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية، ولم تؤيد أي قوة كبرى علنا دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف “الناتو” في الوقت الذي تستمر فيه الحرب.

إقرأ المزيد

استنادا إلى تلك المعايير، يمكن اعتبار جولة الضغط التي قام به السيد زيلينسكي في الولايات المتحدة وأوروبا على مدى الأسابيع الستة الماضية فاشلة.

لكن بعض المحللين العسكريين والدبلوماسيين يقولون إن الجمهور الحقيقي لهذه الخطة ربما يكون في الداخل، حيث يمكن للسيد زيلينسكي أن يستخدم جهوده الحثيثة، بما في ذلك خطابه الأخير أمام البرلمان، لإظهار للأوكرانيين أنه بذل كل ما في وسعه، وإعدادهم لاحتمال اضطرار أوكرانيا إلى عقد صفقة، وإعطاء الأوكرانيين، في هذه الحالة، كبش فداء مناسب: الغرب.

ومع تراجع الدعم الغربي، والخسائر على طور الجبهة الشرقية وفي مقاطعة كورسك بالأراضي الروسية، والانتخابات الأمريكية الوشيكة، التي قد تعني سياسات مختلفة جذريا تجاه أوكرانيا، ربما لا يكون أمام زيلينسكي سوى القليل من الخيارات الأخرى.

يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سيراكيوز والمستشار السابق لـ “الناتو” مايكل جون ويليامز: “يتعين على زيلينسكي أن يبذل قصارى جهده لدفع الخطة إلى الأمام، وأن يحسم موقفه ثم يقول في الداخل، بعد أن يطلب ذلك، إن هذا هو ما يتعين علينا القيام به الآن. على الأقل، بإمكانه القول إنه حاول، واستنفد جميع الاحتمالات”.

يبذل زيلينسكي قصارى جهده لحمل الولايات المتحدة وحلفاء آخرين على الالتزام بما تعتقد أوكرانيا أنها بحاجة إليه، حتى يتمكن من التفاوض من موقع قوة. ويستغل الرئيس الأوكراني وصول قوات من كوريا الشمالية للقتال إلى جانب الروس في كورسك، وهو ما أكده الأمين العام لحلف “الناتو” يوم الاثنين، لمحاولة حشد بعض الزخم لخطته.

وفي مقابلة صحفية الأسبوع الماضي، قال السيد زيلينسكي إنه لا توجد خطة بديلة واضحة إذا لم يدعم الغرب خطته.
قال زيلينسكي: “لا أصر على أن يقوموا بالأمر بهذه الطريقة بالضبط، كل ما قلته إن الأمر سينجح، وإذا كان لديكم بديل، فيرجي التقدم به”.

وتابع أنه لا يزال “يعارض التنازل عن الأراضي”، إلا أنه تحدث كذلك عن خطوات دبلوماسية لحل قضايا مثل حماية البنية الأساسية للطاقة وإنشاء ممر شحن آمن من أوكرانيا على البحر الأسود.

وأشار إلى نهج واحد قد يسمح لأوكرانيا بإنقاذ ماء الوجه إذا لم تسترد كل الأراضي التي استولت عليها روسيا. وقال: “لن يعترف أحد قانونيا بالأراضي المحتلة باعتبارها تابعة لدول أخرى”.

وأعرب مسؤولون أمريكيون، في أحاديث خاصة بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة معلومات عسكرية حساسة، عن استيائهم من خطة زيلينسكي لتحقيق النصر، ووصفوها بأنها غير واقعية وتعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الغربية.

وعلى سبيل المثال، تابع مسؤول أمريكي كبير، أنه في جزء لم يتم الكشف عنه، اقترح السيد زيلينسكي “حزمة ردع غير نووية”، تحصل بموجبها أوكرانيا على صواريخ “توماهوك”، وهو طلب غير قابل للتطبيق على الإطلاق، حيث يبلغ مدى صواريخ “توماهوك” 1500 ميل، أي أكثر بسبعة أضعاف مدى أنظمة الصواريخ بعيدة المدى “أتاكمس” التي حصلت أوكرانيا على عدد محدود منها هذا العام، وفقا لمسؤولين أمريكيين كبارا.

إقرأ المزيد

وتابع المسؤولون الأمريكيون أن أوكرانيا لم تقدم لواشنطن حجة مقنعة بشأن كيفية استخدام الأسلحة بعيدة المدى، وأضافوا أن قائمة الأهداف داخل الأراضي الروسية تجاوزت بكثير عدد الصواريخ التي يمكن للولايات المتحدة أو أي حليف آخر توفيرها دون تعريض الصواريخ المخصصة للمشكلات المحتملة في الشرق الأوسط للخطر.

وصرح أربعة مسؤولين أمريكيين لصحيفة “نيويورك تايمز” مؤخرا أن زيلينسكي أصيب بالذهول لأن الرئيس بايدن لم يمنحه الإذن باستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى لضرب عمق روسيا عندما التقيا في واشنطن سبتمبر الماضي. وكان بايدن عادة ما يتراجع بعد رفضه في البداية طلبات أوكرانيا الحصول على أسلحة مثل دبابات “أبرامز” أو طائرات “إف-16” وأنظمة الدفاع الجوي الصاروخي المضادة للسفن.

واكد مكتب زيلينسكي أنه أصيب بالذهول، حيث قال مستشاره دميتري ليتفين إن أوكرانيا أوضحت مرارا وتكرارا سبب حاجتها إلى استخدام الصواريخ بعيدة المدى، وتابع: “كل التفاصيل وقائمة الأهداف والحجج مع الأمريكيين. ولكن لسوء الحظ، لا يوجد قرار سياسي للمضي قدما”.

وبينما يواصل السيد زيلينسكي تنفيذ خطته، فإن الحرب تفرض خسائر فادحة على الجانبين، فروسيا تتقدم بقوة في الشرق، والجنود الأوكرانيون، الذين التحق عدد منهم بالجيش بعد غزو الروس في فبراير 2022، لا يتم تسجيل عدد كاف منهم، وغالبا ما يكون المنضمون إلى الجيش أكبر سنا وأقل تدريبا.

وهناك اتفاق واسع النطاق على أن أيا من الجانبين غير مستعد للمفاوضات الرسمية، فقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا وتكرارا إنه مستعد للمحادثات، بما في ذلك الأسبوع الماضي، عندما قال: “الكرة في ملعبهم”، في إشارة لأوكرانيا. لكن اثنين من المسؤولين السابقين، الذين ما زالوا مقربين من الكرملين قالوا إنهم لا يعتقدون أن السيد بوتين سوف يتفاوض طالما ظلت القوات الأوكرانية موجودة في كورسك.

وبعد أن استضافت روسيا تركيا ونحو 30 دولة أخرى في مدينة قازان، قال السيد بوتين للتلفزيون الحكومي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم اقتراحا جديدا يهدف إلى بدء المفاوضات في أوكرانيا بشأن الملاحة في البحر الأسود “وبعض الأمور الأخرى”.

وقال بوتين إن أوكرانيا قدمت في السابق مقترحات للتفاوض من خلال تركيا، لكنها رفضت المشاركة بعد ذلك، وقال: “من المستحيل وضع خطط على هذا الأساس”. ويرى المسؤولون الأوكرانيون والغربيون أن عروض روسيا لمناقشة السلام بمثابة مطالب بالاستسلام.

واقع الأمر أن السيد زيلينسكي ناشد الأمم المتحدة دعم أوكرانيا ومنع روسيا من تجميد الحرب.

وبينما تظهر استطلاعات الرأي أن معظم الأوكرانيين لا زالوا لا يفضلون التنازل عن الأراضي، يحاول زيلينسكي الموازنة بين الضغوط السياسية في الداخل والمشهد المتغير في الخارج.

في الوقت نفسه، أدى التهديد باندلاع صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط إلى تحويل الانتباه عن أوكرانيا، وأصبح الإجهاد الغربي من الحرب في أوكرانيا حقيقيا، و”على نحو متزايد” على حد تعبير وزير خارجية فنلندا لصحيفة “فاينانشال تايمز” مؤخرا.

وقال رئيس جمهورية التشيك الشهر الماضي إن أوكرانيا بحاجة إلى مواجهة أنها سوف تضطر إلى التنازل مؤقتا عن بعض الأراضي لصالح روسيا، فيما يقول عدد من الدبلوماسيين والمحليين إن النتيجة الأكثر ترجيحا للحرب في المستقبل القريب هي التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يجمّد الجانبين مؤقتا على خط لم يتحدد بعد. لكن لا بد وأن يقتنع السيد بوتين بأنه لن يتمكن من كسب المزيد من الأراضي إذا كان لأي وقف لإطلاق النار أن يستمر.

إقرأ المزيد

وقال الأمين العام المساعد السابق لحلف “الناتو” وخبير الدفاع في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كاميل غراند، الذي زار أوكرانيا لتوه: “نستمع أكثر فأكثر في واشنطن وأوروبا إلى أنه من غير المعقول أن تتوقع كييف استعادة 100% من أراضيها، وأن الأوكرانيين قد بدأوا يدركون ذلك”.

وتابع غراند: “هناك عالم حيث يقر الناس بالاحتلال الروسي لبعض الوقت”، إلا أن الأمر يتطلب نزع السلاح من خط المواجهة، و”بعدها يريد الأوكرانيون ضمانات أمنية فائقة لتجنب عودة الحرب الروسية بعد خمس سنوات”.

ويقول المحللون إن الانتخابات الأمريكية، التي على وشك أن تجري خلال أيام قليلة، سوف تلعب دورا كبيرا في تحديد مستقبل الحرب.

وأعرب الرئيس السابق والمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وزميله في الترشح جي دي فانس عن شكوكهما بشأن استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، فيما قالت نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس إنها ستواصل مسار بايدن في دعم أوكرانيا، إلا أن عددا من الخبراء يقولون إنها قد تعيد تقييم المساعدات التي ترغب الولايات المتحدة في تقديمها لكييف.

هناك أيضا هدف رئيسي للسيد زيلينسكي، وهو الفوز بدعوة للانضمام إلى حلف “الناتو” أثناء الحرب. وفي الوقت الذي يبدو فيه أن بعض حلفاء “الناتو” منفتحون على هذه الفكرة، مثل دول البلطيق وبولندا، وفي ظل وعد “الناتو” أكثر من مرة بانضمام أوكرانيا في النهاية إلى التحالف، إلا أن الولايات المتحدة وألمانيا تعارض دعوة أوكرانيا إلى “الناتو” أثناء الحرب بسبب المخاوف في أن يتسبب ذلك في انجرار الحلف إلى صراع مع روسيا المسلحة نوويا.

وربما يأمل الأوكرانيون أن يفعل بايدن شيئا بعد الانتخابات لتعزيز إرثه في أوكرانيا: ربما الموافقة على استخدام الصواريخ بعيدة المدى، على سبيل المثال، أو مسار أسرع للانضمام إلى حلف “الناتو”.

ومن بين الأوكرانيين، هناك كذلك من يلقي باللوم على الغرب وهو أمر كان نادرا في العام الأول من الحرب، إلا أنه أمرا أصبح يكتسب زخما متزايدا بعد تأخير المساعدات العسكرية والشعور بأن حلفاء أوكرانيا لا يقدمون لها سوى ما يكفي من الأسلحة حتى لا تخسر. ووفقا لمعهد “كيل” للاقتصاد العالمي في ألمانيا، أنفقت أوروبا والولايات المتحدة حتى الآن نحو 220 مليار على المساعدات والمعدات العسكرية لأوكرانيا.

إقرأ المزيد

على جبهة القتال، يبدو الإحباط من الولايات المتحدة وحلفائها ملموسا، حيث قال أحد طياري المسيرات في اللواء رقم 57 للقوات المسلحة الأوكرانية، والذي يحمل اسما مستعارا “فريغات”، في مقابلة إنه يريد تجميد خط المواجهة الراهن لأن الأوكرانيين لا يستطيعون هزيمة الروس بالمجارف والرشاشات فقط، وألقى باللوم على الأوروبيين والولايات المتحدة لعدم توفير المزيد من الأسلحة عالية الدقة.

وقال متطوع يساعد في إجلاء الأشخاص بالقرب من بوكروفسك، وهي بلدة في شرق أوكرانيا تقترب منها القوات الروسية، إن الغرب يريد فقط إضعاف روسيا، وليس مساعدة أوكرانيا على النصر.

بدوره قال المتطوع يفغيني توزوف: “قريبا قد لا يبقى أحد حتى يستخدم الأسلحة التي يقدمونها لنا، لأن كل ما يريده شركاؤنا الغربيون هو أن نقاتل حتى آخر أوكراني”.

المصدر: نيويورك تايمز

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment
شكـراً رسال ة شكـراً خبر شكرا على الخبر ل ل ية ل رسال ةية ل رسال ةشكرا على شكـراً شكرا على رسال ةية شكـراً رسال ةشكرا على رسال ةشكرا على ية شكـراً رسال ةل شكرا على شكرا على ية رسال ةل ل شكرا على شكرا على ية شكرا على خبر شكرا على الخبر رسال ةشكرا على شكرا على خبر شكرا على الخبر ية ية ية خبر شكرا على الخبر رسال ةرسال ةية ية ل ية رسال ةشكرا على شكرا على شكرا على خبر شكرا على الخبر شكـراً خبر شكرا على الخبر ية ل شكـراً شكرا على خبر شكرا على الخبر ية رسال ةرسال ةشكرا على ل ل شكرا على رسال ةية رسال ةرسال ةل ل خبر شكرا على الخبر شكـراً ية شكـراً رسال ةية خبر شكرا على الخبر شكرا على رسال ة شكـراً ل خبر شكرا على الخبر ل شكرا على شكـراً شكـراً شكرا على خبر شكرا على الخبر رسال ةل شكـراً ل خبر شكرا على الخبر ل