موقف ترامب الناقد للناتو يشكل عاملا فاعلًا في السياسة الدولية


أثار فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تقويمات متحفظة وحذرة في روسيا.

سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف سيفي ترامب بوعده الانتخابي- إنهاء الأزمة الأوكرانية. فقد ذكر أن مفاوضاته مع فلاديمير بوتين وفلاديمير زيلينسكي ستؤدي إلى هذه النتيجة. وتحدث أيضًا نائب الرئيس المنتخب جيمس فانس قبل انتخابه عن هذا الأمر، وأضفى ميزات على اتفاق السلام المحتمل، مثل ترسيم الحدود على طول خط المواجهة وضمانات الحياد وسيادة أوكرانيا. ولكن يبدو أن لا أحد، بما في ذلك ترامب نفسه، لديه أي فكرة عن كيفية تحقيق ذلك.

ومع ذلك، يبدو أنه قد تم التوصل إلى استنتاج مهم، وهو أن ترامب ملتزم بالمفاوضات. وسيتعين على الأوروبيين إذابة جليد العلاقات السياسية مع موسكو، إذا تبين أن ترامب ينوي تضمين اتفاقيات السلام زيادة دعمهم لأوكرانيا. على أية حال، لن يكتفوا في برلين وباريس وبروكسل بالوقوف على الهامش ومراقبة كيف تتفق روسيا والولايات المتحدة ما من وراء ظهرهم.

وبالتالي، قد يحدث دفء محدود في التواصل السياسي مع روسيا في الغرب. ولكن ذلك، بالنسبة لموسكو، لن يحل بشكل جذري القضية الأوكرانية المؤلمة، ناهيكم بالتناقضات المنهجية مع الغرب.

ومن المعروف أن ترامب يشكك في حلف شمال الأطلسي وفي ضرورة توحيد الشركاء حول هذه المنظمة. فهو يرى في الناتو عبئًا على واشنطن والتزامات مالية وعسكرية مفرطة لمصلحة الحلفاء. وبما أن توسع حلف شمال الأطلسي وانضمام أوكرانيا إليه أمر غير مقبول استراتيجيًا بالنسبة لموسكو، فإن فرص التفاعل بين ترامب وبوتين تظهر على هذا “المسار” بالذات. وهذا أمر جيد على الأرجح. 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment