مهمة الفرصة الأخيرة و”المستحيلة”! – RT Arabic


يقود هذا التوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، داعيا إلى اغتنام الفرصة التي لن تتكرر، وقصف المنشآت النووية الإيرانية الآن، مروجا لذلك بالقول: “الآن هو الوقت المناسب للهجوم، لأن إيران ضعيفة تماما”.

الصحفيان الإسرائيليان إيلي كلوتشتاين وماكور ريشون، يتساءلان في مقال مشترك عن إمكانية النجاح في تنفيذ ذلك، مشيرين إلى أن المسافة التي تفصل إسرائيل عن مواقع البرنامج النووي الإيراني تبلغ حوالي 1500 كيلو متر.

الكاتبان يشككان في إمكانية تنفيذ مثل هذه المهمة وفي نفس الوقت يتحمسان لها قائلين إن إسرائيل حتى لو كانت تملك أثقل القنابل التي تخترق المخابئ فمن الصعب إيصالها إلى الهدف. مع ذلك رأيا أن “هذه مهمة معقدة تقنيا، ولكن في بعض الأحيان يتم إنجاز المستحيل”.

 كلوتشتاين وريشون نقلا عن تقارير أن إسرائيل قادرة على تحديث طائرات “إف – 15” لتكون قادرة على حمل القنابل المخترقة للتحصينات تحت الأرض من طراز “غي بي يو – 57″، علاوة على التزود بالوقود في الجو واستعمال ذخائر إضافية.

القنبلة الأمريكية الضخمة “GBU-57″، المتخصصة في اختراق الملاجئ تحت الأرض، كانت طورت في عام 2007 خصيصا لتدمير المنشآت النووية الإيرانية وتلك التابعة لكوريا الشمالية، وهي قادرة قبل انفجارها على اختراق تحصينات تحت الأرض لعمق 61 مترا، أو اختراق ما يصل إلى 19 مترا من الخرسانة المسلحة.

خبراء عسكريون يعتقدون أن سلاح الجو الإسرائيلي تدرب في السنوات الأخيرة على تنفيذ مهام بعيدة المدى، إلا أن تدمير البرنامج النووي الإيراني مهمة صعبة للغاية ويتطلب ضرب العديد من المواقع المحصنة في وقت واحد، وهو تحد معقد وغير مسبوق.

يحاول المسؤولون الأمريكيون “إقناع” الإسرائيليين بعدم قدرتهم على تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل بمفردهم، وأن الطائرات الأمريكية فقط تستطيع ذلك.

لكن هل ينجح مثل هذا النوع من “الضغط” في كبح جماح القيادة الإسرائيلية المنتشية بالقضاء على القادة الكبار في حزب الله؟ كثير من الخبراء يشكون في ذلك.

يصف خبراء البرنامج النووي الإيراني في ضوء التهديدات الحالية بالخصائص التالية:

  • متقدم للغاية ومنشآته منتشرة على نطاق واسع بحيث لا يمكن القضاء عليه من خلال عمل عسكري، علاوة على أنه محمي بشكل جيد.
  • إيران تمتلك الخبرة اللازمة لتطوير أسلحة نووية، والتي لا يمكن القضاء عليها من خلال القصف.
  • استهداف المنشآت الإيرانية يمكن أن يعيق البرنامج النووي الإيراني مؤقتا، ومن المرجح أن تكون أي انتكاسات قصيرة الأجل.
  • قد تسرع طهران إلى إنتاج سلاح نووي إذا شعرت أن منشآتها النووية عرضة لضربة إسرائيلية مدمرة.
  • قامت إيران في السنوات الأخيرة، بتحصين منشأة نطنز، وبناء أنفاق عميقة للتغلب على أي هجوم الجوي.
  • حتى لو تضررت هذه المنشأة، يعتقد أن إيران ستكون قادرة على إعادة تشكيلها بسرعة، خاصة وأن عناصر مختلفة، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب لليورانيوم، ربما تم نقلها بالفعل إلى مواقع غير معروفة.

في التفاصيل يوكد تقرير للخبيرين، داريا دولزيكوفا وماثيو سافيل على أن “مرافق تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنز وفوردو، حيث تنتج إيران المواد الانشطارية اللازمة لإنتاج أسلحة نووية، إما بالكامل في حالة منشأة التخصيب في فوردو، أو جزئيا في نطنز تحت الأرض ويتم الدفاع عنها بقوة. إن أي ضربة إسرائيلية من شأنها أن تلحق الضرر بالمواقع النووية الإيرانية الأخرى، مثل إنتاج أجهزة الطرد المركزي أو مرافق تحويل اليورانيوم، أو حتى مفاعل الأبحاث بالماء الثقيل الذي لم يعمل بعد، من شأنها أن تعيد البرنامج إلى الوراء، ولكنها في النهاية ستترك إيران قادرة على الاستمرار في تكثيف تخصيب اليورانيوم، وربما تتحرك نحو إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة (المخصب بنسبة 90 في المائة من اليورانيوم 235). أي عمل قد تقوم به إيران حاليا لتسليح تقنيتها النووية، حتى مع تقييم مجتمع الاستخبارات الأمريكي أنها لا تفعل ذلك، من المحتمل أن يتم في مواقع متفرقة وغير معلنة، مما يجعل الاستهداف العسكري صعبا للغاية”.

المصدر: RT

 

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment