من سيضمن الأمن لأوكرانيا؟ – RT Arabic


اقترح دونالد ترامب النظر إلى أوكرانيا كعنصر من عناصر النظام التجاري، وليس ككيان سياسي.

ودور زيلينسكي في هذه الحكاية هو الأكثر دراماتيكية. فهو يدرك جيدا أن أوكرانيا لن تتمكن من الصمود طويلاً في ظل حكم ترامب. روسيا، إذا أوقف الغرب تمويل الجيش الأوكراني بشكل كامل، ستحتاج عدة أشهر فحسب لتطهير الضفة اليسرى بالكامل، ومع بداية العام المقبل ستفقد أوكرانيا منافذها على البحر الأسود إلى الأبد.

وفي مثل هذا الوضع، لا يبقى أمام زيلينسكي سوى مجال ضئيل للمناورة. هناك أمر واحد واضح: لا بد من التوقيع على معاهدة سلام. لكن زيلينسكي لا يتفق مع هذا الرأي. بل يريد ضمانات أمنية لنفسه ونظامه.

يبلغ طول خط التماس مع روسيا أكثر من 1200 كيلومتر، ومساحة البلاد المتبقية حوالي 450 ألف كيلومتر مربع، فكم عدد الجنود الأوروبيين اللازم لضمان أمنها؟

لقد ولت أيام رهان جيوش حلف شمال الأطلسي على أسلحتها الدقيقة وتفوقها الجوي. فلحماية نظام كييف بعد اتفاق السلام، هناك حاجة إلى مئات الآلاف المقاتلين المدربين تدريبًا عاليًا، بالإضافة إلى قوات الناتو النظامية في أوروبا. وبالمناسبة، تحدّث زيلينسكي عن هذا بالذات عندما اقترح إنشاء جيش أوروبي شامل، وافترض أن يضمن أمن نظام كييف في المستقبل. ومن الواضح أن هذا الاقتراح قوبل بالرفض السريع في الاتحاد الأوروبي.

وتثار أيضًا مسألة تقنية بحتة تتعلق بضمانات أمن أوكرانيا. فكيف يتوقع زيلينسكي حماية أجواء البلاد من دون الأمريكيين؟ 

قيل مرارًا في أوكرانيا، إن منظومة باتريوت وحدها القادرة على القيام بذلك بنجاح إلى حد ما. ولعل التكنولوجيا الأوروبية كافية لتغطية كييف، ولكن لا أكثر. وهذا يعني أن أوروبا سوف تضطر أيضًا إلى تحمّل تكاليف إعادة تسليح الجيش الأوكراني إذا كانت تريد ضمان أمن جارتها.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment