وقال مفتي الديار المصرية خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “حضرة المواطن” على قناة “الحدث اليوم”، إن “الحديث عن رحلة الإسراء والمعراج هو حديث عن إكرام الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد ثم لأمته من بعده، خصوصا وأن المولى عز وجل منّ على هذه الأمة من خلال الرحلة المباركة بفريضة عظيمة وعبادة كريمة وهي الصلاة التي فرضها الله على النبي محمد وأمته”.
وأضاف “في كل عام لابد أن نتوقف أمام هذا الجدل حول مدى مشروعية الاحتفاء والاحتفال بالمعجزة والحدث العظيم”.
وتابع قائلا: “الواقع أرى أن التعرض والجدل حول الموضوع لا يسعفه دليل ولسنا بحاجة الي إعادة طرحه مع بداية كل عام عندما تأتي المعجزة الطيبة التي أنعم الله تعالى بها على نبيه محمد”.
ومضى قائلا: “ما بين منكر لها جملة وتفصيلا وما بين متوقف أمام قضية المعراج والعمل على إنكاره تحت أقاويل لا يسعفها الدليل وأنها جرت بالروح لا بالجسد، والواقع أننا عندما نتوقف أمام هذا الجدل فإننا نجد أنه إما مبعثه الهوى أو التنصل من التعاليم الشرعية أو موقف عدائي من الإسلام جملة وتفصيلا، هي رحلة عظيمة وقعت بالنبي محمد حدثنا القراَن الكريم عنها، والمعراج هي رحلة سماوية وارتفاع وارتقاء من العالم الأرضي إلى عالم السماء حيث سدرة المنتهى ثم العودة بعد ذلك إلى مكة مرة أخرى”.
واسترشد بقوله تعالى:”وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ١٣ عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ ١٤ عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰۤ ١٥ إِذۡ یَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا یَغۡشَىٰ”، وقوله تعالى “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.
وأوضح في مداخلته أن رحلة الإسراء والمعراج أثير جدل طويل حولها وتساؤلات عديدة، وهل تمت بالروح والجسد أم تمت بالروح فقط؟ ومتى وكيف، لكن القران الكريم قطع هذا الجدل.
واختتم تصريحاته بالقول إن “الدوافع الى الإنكار والاعتراض على هذه المعجزة التي هي فوق نواميس الكون ومقدرات العقل الإنساني ومردها إما الاستغراب العقلي أو الحقد والحسد وإما الموقف من الدين وإما الرغبة في إثارة التشكيك والجدل لإيجاد نوع من انعدام الأمن المجتمعي والفكري ونشر الشائعات حول المقدسات”.
المصدر: “فيتو”