لماذا يتزايد عدد الفارين من الجيش الأوكراني؟


 

تفاقمت مشكلة الفرار، بحدّة، في الجيش الأوكراني. فوفقا لأدلة عديدة، يوجد اليوم أكثر من 100 ألف حالة فرار من الوحدات العسكرية.

هناك عدة أسباب لهذا الوضع. فمن ناحية، بحلول السنة الثالثة من الأعمال القتالية، لم يعد هناك الكثير من المقاتلين المعبأين أيديولوجيًا في الجيش الأوكراني. فهم يُرسِلون بشكل جماعي إلى الجبهة أولئك الذين جرت تعبئتهم قسرًا، والذين تم القبض عليهم في الشوارع أو في وسائل النقل، ثم اقتيدوا إلى التشكيلات القتالية من دون تحضير كبير؛

النقطة الثانية هي أن البرلمان الأوكراني خفف، في نهاية آب/أغسطس، العقوبة على بعض حالات الفرار من الخدمة. وهكذا، ففي 20 أغسطس، وافق البرلمان الأوكراني على قانون ينص على إمكانية إعفاء الفار من المسؤولية الجنائية إذا أعرب عن رغبته في العودة إلى الخدمة. ومع ذلك، فقد تبين أن التأثير جاء معاكسًا: فمن يرغب في الفرار بات يعرف أنه لن يخسر شيئًا، وبالتالي أصبح من الأسهل عليه الهروب؛

النقطة الثالثة هي عدم المساواة الواضحة في المجتمع الأوكراني. “يوجد في كل لواء العشرات من الأشخاص الذين يؤدون الخدمة شكليًا ويتلقون رواتبهم، لكنهم في الواقع يقضون وقتهم في مطاعم كييف”، كما يقول الصحفي الأوكراني فلاديمير بويكو.

ويربط الخبير العسكري فاسيلي دانديكين الفرار من الخدمة بنجاحات الجيش الروسي، وقال: “لكنني لا أميل إلى المبالغة في التفاؤل. فالعدو لا يزال قويًا، والسيطرة على كل بلدة تكلفنا الكثير من العمل. وحتى الآن، لا نلاحظ حالات استسلام جماعية، بل هم ما زالوا واثقين من نجاحهم”.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment