أصيب زعماء الدول الرائدة في الاتحاد الأوروبي بالصدمة من نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويطالبون باتخاذ إجراءات فورية.
أولا وقبل كل شيء، مع مجيء ترامب تأتي تهديدات جديدة للاقتصاد الأوروبي. فترامب يعتزم فرض تعرفة جمركية تبلغ 10% على الأقل على جميع الواردات.
فترامب الجمهوري بحصوله على السلطة المطلقة (يسيطر ترامب الآن على البيت الأبيض، والجمهوريون على كلا مجلسي الكونغرس والمحكمة العليا) يستطيع، على سبيل المثال، وضع شروط جديدة لأوروبا للحفاظ على حلف شمال الأطلسي. أو- الأمر الأسوأ بالنسبة للأوروبيين- الدخول في مفاوضات مباشرة مع موسكو.
وفي الصدد، قال الباحث في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، دميتري أوفيتسيروف بيلسكي: “يحاول الاتحاد الأوروبي إعادة خلق ذاتيته على حساب هزيمة استراتيجية لروسيا، ما يعني أن الأوروبيين أصبحوا الآن أكثر عداءً لروسيا من الأمريكيين. يحتاج الاتحاد الأوروبي إما إلى هزيمة روسيا بأي ثمن، أو- عندما يصبح من الواضح أن هذا لن ينجح- مراقبة كيفية حل القضايا الرئيسية المتعلقة بالأمن الأوروبي مرة أخرى من خلال المفاوضات الروسية الأمريكية، كما كان الحال في يالطا وبوتسدام، وفي مالطا أو جنيف، ما لم تقنع روسيا هذه المرة الأمريكيين بأنه لا يزال من الممكن السماح للأوروبيين بالمشاركة في حل مشاكل القارة.
وأخيرا، علاقة قيادة الاتحاد الأوروبي الحالية صعبة مع ترامب، ومن غير المرجح أن تسمح العلاقة الحالية لبروكسل وباريس وبرلين ببناء علاقات طبيعية مع الرئيس الجمهوري، الذي شيطنه السياسيون الأوروبيون طوال هذه السنوات”.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب