بدأت تظهر في أوروبا بوادر ما يمكن أن يُطلق عليه “التمرد ضد ترامب”، أو ربما “مؤامرة ضد ترامب”. ويتجلى هذا بوضوح أكبر في السياسة الأوروبية فيما يتعلق بروسيا وأوكرانيا.
ومن وجهة النظر هذه، فإن وصول ترامب العملي يثير المخاوف في الاتحاد الأوروبي من أن الروس والأمريكيين قد يكون لديهم أسبابهم للتوصل إلى تسوية مشتركة.
ولا يمكن أن ينجح مخطط التمرد الأوروبي إلا في حالة واحدة- إذا تمكن الاتحاد الأوروبي بالفعل، بطريقة أو بأخرى، من تشكيل معارضة فعالة لترامب، ثم إجباره على الإصغاء لمركز القوة الأوروبي. ولكن هذا لن يحدث. فلن يكون لدى الاتحاد الأوروبي القدر الكافي من المال، أو التكنولوجيا، أو الوحدة لتشكيل مركز القوة هذا.
ولذلك، فإن الأوروبيين الذين يتآمرون الآن ضد ترامب ربما سيندمون بشدة على ذلك. فلدى ترامب العديد من الأدوات لتشكيل أوروبا بالطريقة التي يريدها.
ويشمل ذلك فرض رسوم جمركية متزايدة على واردات السلع الأوروبية؛ وإجبار الأوروبيين على زيادة الإنفاق على حلف شمال الأطلسي؛ ورفض مراعاة مصالح الاتحاد الأوروبي في المفاوضات مع روسيا والصراع مع إيران؛ واستخدام إمدادات الغاز الطبيعي المسال، الذي ظل، بعد التخلي عن الوقود الروسي، القناة الرئيسية الوحيدة لتزويد الاتحاد الأوروبي بهذا النوع من الطاقة؛ وأخيرا، دعم المعارضة الوطنية اليمينية القريبة من ترامب في بولندا أو ألمانيا.
ونتيجة لذلك، قد يفقد المتآمرون السلطة، ويخسرونها لمصلحة أولئك الموالين لترامب، الذين سيأخذون في الاعتبار الاتفاقات التي يمكن التوصل إليها بين موسكو وواشنطن، مركزي القوة الحقيقيين للصراع في أوكرانيا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب