وتلقى المصريون والأردنيون، تصريحات ترامب بقدر كبير من الحبور، معتبرين أن “وحدة الموقف العربي” أثمرت وأجبرت الرئيس الأمريكي على التراجع.
وقال ترامب في تصريحات لفوكس نيوز أمس، حول خطته لقطاع غزة: “لن أفرضها لكنني سأوصي بها فقط”، وتابع: “لقد دفعنا لمصر والأردن مليارات الدولارات وتفاجأت من موقفهما الرافض لكنهما فعلا ذلك، وسأقول إن الطريقة لإيجاد حل هي عبر الخطة التي اقترحتها والتي أراها ناجحة”.
إقرأ المزيد
واعتبر السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق، أن “التراجع الأمريكي حول خطة إعادة إعمار قطاع غزة بدأ منذ فترة على لسان وزير الخارجية ماركو روبيو”، الذي أعرب عن انفتاح واشنطن على أي خطة عربية بشأن غزة، لكن تصريحات ترامب الجديدة تمثل “تراجعا شخصيا” قبل القمة العربية.
ورأى الدبلوماسي المصري السابق في حديثه لـRT، أن “تراجع ترامب” موقف حقيقي مبني على معطيات ولا يمكن وضعه في سياق التصريحات المتضاربة للرئيس الأمريكي حول غزة، مشيرا إلى تلقي ترامب الرسائل الصادرة عن الموقف العربي، وخاصة مصر والأردن.
وقال حسن إن “الصورة وصلت لترامب برفض الرأي العام العربي رسميا وشعبيا” لخطته بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بالإضافة إلى الرفض الدولي حتى من أقرب حلفائه.
وتابع: “كان لابد من خطوة (من ترامب) قبل القمة العربية حتى لا تكون قراراتها محرجة أو منددة له”، مضيفا أن الرئيس الأمريكي اتخذ هذه الخطوة إلى الوراء، بقوله إن ما اقترحه هو توصية؛ ما يعني أنها قد يؤخذ بها أو لا يؤخذ بها؛ و”إلا فإن القمة ستقول نرفض هذا الطرح ولدينا آخر بديل”.
وذكر أن الرئيس الأمريكي يدلي بتصريحات تلقائية دون دراسة، خاصة وأنه “ليس سياسيا”بل رجل عقارات، كما أنه يتعامل مع الوضع في الشرق الأوسط حسبما “يسمع” وليس كخبير في هذا الشأن، مشيرا إلى تصريحه ضد حماس بأنه سيفتح “أبواب الجحيم” إذا لم تسلم جميع المحتجزين لديها، وتابع متسائلا: “أليس هناك اتفاق وشارك فيه هو مبعوثه نفسه ستيف ويتكوف؟”.
وأوضح حسن أنه بجانب موقف مصر والأردن، فإن السعودية التي تعد من أقرب حلفاء ترامب، كان موقفها مؤثرا كذلك من نواح اقتصادية، فالرئيس الأمريكي لا يريد خسارة استثماراتها، خاصة وأنه على وشك زيارتها، بالإضافة إلى تدخلها في ملف المفاوضات بين أمريكا وروسيا.
وأشار كذلك إلى تلويح مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل، من خلال تصريحها بأن “أي رؤية لا ينبغي أن تعرض مكتسبات السلام في المنطقة للخطر”، مؤكدا أن كل هذه العوامل دفعت الرئيس الأمريكي للتراجع، وأنه اتخذ هذه الخطوة بنفسه في تصريحاته أمس، قبل القمة العربية الطارئة حتى لا يقع في موقف محرج.
وتستضيف القاهرة، قمة عربية طارئة في 4 مارس المقبل حول تطورات القضية الفلسطينية، والتي كان مقررا لها 27 فبراير الجاري.
وذكرت الخارجية المصرية في بيان، أنه تقرر عقد القمة في 4 مارس “لاستكمال التحضير الموضوعي واللوجستي للقمة”.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});