قائد “قسد” مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ومدنية والتقيت بالشرع مؤخرا




وفي مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” قال قائد “قسد” التي يقودها الأكراد مظلوم عبدي إنه التقى مؤخرا بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع في دمشق.

إقرأ المزيد

وأوضح أن الجانبين يتفاوضان بمساعدة وسطاء لإيجاد حلول وسط بشأن مستقبل سوريا، بما في ذلك مستقبل الأكراد.
انتهى حكم عائلة الأسد الذي دام 54 عاما في سوريا في أوائل ديسمبر عندما استولت الفصائل المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” على دمشق. وجاء سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر بعد صراع دام قرابة 14 عاما، أسفر عن مقتل نصف مليون شخص ونزوح نصف سكان البلاد.
واجتمعت الفصائل السورية التي أطاحت بالأسد في دمشق الأسبوع الماضي، وسمت الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية للبلاد.
وعلقت الجماعات دستور البلاد الذي تبناه الأسد في عام 2012 وحلت رسميا الجيش وأجهزة الأمن المروعة في سوريا.
وقال عبدي في إشارة إلى حزب البعث الذي كان يحكم سوريا في السابق والذي تم حله أيضا الأسبوع الماضي: “سقوط النظام كان خطوة تاريخية، وعلى هذا الأساس يجب بناء سوريا جديدة دون استعادة حزب البعث أو أيديولوجيته. نريد أن ندفع سوريا إلى الأمام معا”.
وعندما سُئل عن الاجتماع في دمشق الأسبوع الماضي، والذي تمت فيه تسمية الشرع رئيسا مؤقتا بينما تم حل البرلمان والدستور والجيش، علق عبدي قائلا: “لم نكن حاضرين هناك ولن نعلق”.
وتابع عبدي: “لم يتم مناقشة الأمر معنا”، مشيرا إلى أن هناك مفاوضات بين الشرع وقوات سوريا الديمقراطية و”موقفنا سيكون على أساس نتائج المفاوضات”.
ولفت مظلوم عبدي إلى أن زيارات مسؤولي “قسد” إلى دمشق ستستمر لمحاولة التوصل إلى تفاهم مع السلطات الجديدة، حيث أوضح قائلا: “سنحاول باستمرار أن نرى كيف ستبدو سوريا في المستقبل”، مضيفا أن “رؤية قسد تقوم على الحوار والتفاهم”.
وذكر عبدي أن أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، والذي يضم إلى الولايات المتحدة بريطانيا وفرنسا، يتوسطون بين قسد والسلطات في دمشق. ولم يدخل في التفاصيل.
وبين عبدي أن مجموعته “تريد أن تظل سوريا دولة موحدة مع حكومة مركزية في دمشق”.
وفي إشارة إلى الجماعات الدينية المختلفة في البلاد، مثل المسلمين السنة والمسيحيين والعلويين والدروز واليزيديين والجماعات العرقية مثل العرب والأكراد والتركمان والأرمن، صرح بالقول: “إن رؤيتنا لسوريا هي دولة لامركزية وعلمانية ومدنية قائمة على الديمقراطية التي تحفظ حقوق جميع مكوناتها”.
واستطرد: “سوريا مختلطة وليست مكونة من السنة فقط. هناك هويات أخرى”.
وأكد قائد “قوات سوريا الديمقراطية” أن “أكراد سوريا لا يريدون الانفصال عن البلاد أو إنشاء حكومتهم المستقلة وبرلمانهم كما هو الحال في شمال العراق”، لافتا  إلى أن “سكان شمال شرق سوريا يريدون إدارة شؤونهم المحلية في دولة لامركزية”.
وأضاف عبدي الذي تسيطر قواته على 25% من سوريا: “سوريا ليست العراق والعراق ليس سوريا وشمال شرق سوريا ليس كردستان (العراقية)”.
يذكر أن معظم الفصائل المسلحة السابقة في البلاد وافق على الحل والانضمام إلى الجيش الجديد وأجهزة الأمن، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح بالضبط كيف سيتم ذلك في الممارسة العملية، في حين لم توافق قوات سوريا الديمقراطية حتى الآن على الحل.
وعندما سئل عما إذا كان مستعدًا لحل “قوات سوريا الديمقراطية”، أجاب عبدي أنهم يريدون من حيث المبدأ أن يكونوا جزءا من وزارة الدفاع وجزءا من استراتيجية الدفاع السورية، مشيرا إلى أن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى مناقشة وقد أرسلوا اقتراحا بشأن هذه القضية إلى دمشق و”نحن ننتظر الرد”.
وبين أن “مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية يقاتلون داعش منذ 12 عاما ويجب ضمان حقوق مقاتليها”.
وفي حديثه عن تنظيم “داعش”، أوضح عبدي أن المتطرفين استغلوا سقوط الأسد واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة من المواقع التي تخلت عنها قوات الأسد.
ورأى عبدي أن “القوات الأمريكية يجب أن تبقى في سوريا لأنها ضرورية في القتال ضد داعش”.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر في عام 2019 انسحابا جزئيا للقوات الأمريكية من شمال شرق سوريا قبل أن يوقف هذه الخطة.
وقال عبدي موضحا: “إن سبب بقاء القوات الأميركية لا يزال قائما لأن داعش لا يزال قويا”، مردفا: “نأمل ألا ينسحب التحالف”.
وأشار إلى أنهم “ليسوا على علم بأي خطط أمريكية للانسحاب من سوريا”، مستطردا: “نطلب منهم البقاء”.

المصدر: “أسوشيتد برس”

إقرأ المزيد

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment