فضيحة الطائرات دون طيار المجهولة في أمريكا!


نشرت صحيفة وول ستريت جورنال خبرا عن خرق مروّع للأمن القومي الأمريكي، حيث أفادت أن طائرات دون طيار حلقت فوق منشأة اختبار أسلحة نووية حساسة لمدة ثلاثة أيام في أكتوبر الماضي، ثم بعد شهرين، حلقت فوق قاعدة لانغلي الجوية في فرجينيا لمدة 17 ليلة متتالية بينما كان البيت الأبيض في عهد بايدن، والضباط العسكريون الذين روج لهم، يتباطأون ويتجادلون حول ما يجب فعله حيال ذلك.

بدأت الأسراب في 7 ديسمبر 2023. وحلقت طائرات دون طيار، بعضها يصل طوله إلى 20 قدما، ليلا فوق مقر قيادة القتال الجوي مع أسرابها من مقاتلات إف-22 رابتور المتقدمة.

وبدلا من التحرك ضد هذه الطائرات التي تنتهك المجال الجوي العسكري الأميركي، تجمدت سلسلة القيادة العسكرية والمدنية في حالة من التردد.

كان قائد القاعدة يتمتع بسلطة تعطيل أو تدمير الطائرات بدون طيار بموجب توجيهات وزارة الدفاع وقواعد الاشتباك السرية، التي تمنح القائد السلطة اللازمة للتصرف بسرعة دون الحاجة إلى موافقة من وكالات خارجية عندما ينشأ تهديد وشيك.

ولكن بدلا من ذلك، وفي ظل البيروقراطية لدينا، تم الإبلاغ عن سرب الطائرات دون طيار إلى مركز القيادة العسكرية الوطنية. ثم تم إرسال تقرير إلى غرفة العمليات في البيت الأبيض. وسمع الرئيس بايدن عن ذلك في إحاطته اليومية. وعملت الطائرات دون طيار دون عوائق لمدة 15 ليلة أخرى ثم توقفت.

وعوضا عن إصدار الأوامر للجيش بحماية مجاله الجوي الحساس وممارسة السلطة التي يتمتع بها بالفعل، عقدت مستشارة الأمن الداخلي إليزابيث شيروود راندال جلسات عصف ذهني في البيت الأبيض. وتم رفض كل اقتراح – التشويش أو الأسلحة الموجهة بالطاقة أو استخدام الشباك – باعتباره محفوفا بالمخاطر أو غير مصرح به لاستخدام القوة.

في مقالة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال في الثاني عشر من أكتوبر، والتي كشفت عن فضيحة الطائرات دون طيار، تم تقديم هذا العذر لعدم التحرك: “يحظر القانون الفيدرالي على الجيش إسقاط الطائرات دون طيار بالقرب من القواعد العسكرية في الولايات المتحدة ما لم تشكل تهديدا وشيكا. ولا ينطبق هذا على التجسس الجوي، على الرغم من أن بعض المشرعين يأملون في منح الجيش حرية أكبر في التصرف”.

ولكن القانون المذكورلا ينطبق على القواعد العسكرية. وبالتأكيد لن ينظر أي قائد عسكري خارج سلسلة قيادته لطلب الموافقة من وزير الأمن الداخلي، أو النائب العام، أو إدارة الطيران الفيدرالية التابعة لوزير النقل بيت بوتيجيج.

إن إلقاء اللوم والتهرب من المسؤولية يكشفان عن نمط خطير من التردد واتخاذ القرارات التي تتجنب المخاطر. ولابد أن نتوقع من الجيش أن يدافع عن منشآته على الأراضي الأمريكية. ويتوقع الأمريكيون أن يتبنى قادتهم العسكريون عقلية المحارب، وليس النظرة البيروقراطية.

ويتناقض هذا التقاعس بشكل حاد مع الأمثلة التاريخية للاستجابات العسكرية الحاسمة. فعلى سبيل المثال، في الساعات الأولى من يوم 7 ديسمبر1941، لم يتردد قائد المدمرة يو إس إس وارد، التي كانت تعمل خارج بيرل هاربور، عندما رصدت غواصة يابانية تقترب من القاعدة البحرية.

لقد أطلقت السفينة الحربية “وارد” النار على الغواصة اليابانية وأغرقتها قبل ساعة من الهجوم المفاجئ الذي شنته اليابان على بيرل هاربور. (أغرقت سفينة “وارد” بعد ثلاث سنوات بالضبط من ذلك اليوم بواسطة طائرة يابانية انتحارية). يعكس هذا الإجراء الوقائي روحا عسكرية مختلفة. أما اليوم يتم التعامل مثل هذا الإجراء باجتماعات لا نهاية لها في البيت الأبيض ومناقشات حول السلطة القانونية لفعل أي شيء حيال ذلك.

إن حوادث الطائرات دون طيار المتكررة في لانغلي تكشف عن جيش متورط بشكل متزايد في الحذر البيروقراطي. وعلى الرغم من امتلاكه تفوقا تكنولوجيا، فإن سلبية الجيش تشير إلى قضية أعمق: ثقافة حيث يكون اتخاذ القرار “الخاطئ” أسوأ من التقاعس عن العمل.

وفي ظل أسراب الطائرات بدون طيار القادرة على إحداث أضرار مدمرة للطائرات أو البنية الأساسية أو الأفراد في غضون دقائق، فإن شلل الجيش في الاستجابة يمثل فشلا في التكيف مع التهديدات الجوية المتطورة، ومشكلة ثقافية أعمق.

إذا عاد الرئيس السابق ترامب إلى منصبه في يناير، فيجب أن تكون إحدى أولوياته الأولى توضيح أي ارتباك حول قدرة الجيش على الدفاع عن المجال الجوي الأمريكي والرد على التهديدات. وبالنسبة لأي ضباط كبار غير راغبين أو غير قادرين على مثل هذا الإجراء، فيجب استبدالهم على الفور وبشكل منهجي بأولئك الذين سيتصرفون.

المصدر: فوكس نيوز

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment