ولعب ترامب دور الوسيط في مفاوضات سد النهضة، في عامي 2019 و2020، عندما استضافت واشنطن المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، برعاية وزير الخزانة الأمريكي، والتي فشلت هي الأخرى في نهاية اللقاء.
ومع استمرار الأزمة المتعلقة بتشغيل السد الإثيوبي، وعودة ترامب لرئاسة أمريكا، تبرز التساؤلات حول إمكانية لعب الرئيس الأمريكي دورا مماثلا من جديد، لا سيما في ظل علاقته الطيبة بمصر، بحسب خبراء.
ويرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن النسخة الأولى من ترامب وإدارته “لن تتكرر”، لذا فالقياس على ما حدث في فترته الأولى سيكون خاطئا لأن الظروف تغيرت؛ لكن تبقى الفرصة متاحة بصور أخرى، كما يمكن لمصر استثمار علاقتها الطيبة معه في هذه المسألة.
وأكد فهمي، في تصريحات لـ RT، أن توجهات الرئيس الجمهوري، تجاه مصر جيدة وربما يتدخل في موضوعات مرتبطة بفكره، مثل الأمن المائي وتحقيقه بشكل جماعي، معتبرا أن الأمر يحتاج لجهود وضغوط من الجانب المصري.
وتابع: “هناك فرصة ذهبية، ولكن في إطار صفقة تكون مقبولة من كل الأطراف”، مؤكدا أن ترامب، لديه القدرة والإمكانيات للضغط على إثيوبيا سواء في إطار ثنائي أو متعدد من خلال دول حوض النيل، لذلك فهو “نظريا باعه طويل، لكن ماذا بالنسبة الخطوات الملموسة؟ وهل تحتل مصر أولوية في علاقاته؟”.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن الأمر يحتاج إلى الوقت، ولن يحدث بين يوم وليلة، لأن الرئيس الأمريكي “لديه أولويات”، مشيرا إلى أنه سيكون بحاجة إلى مزيد من الضغوط من مصر، واستغلال للعلاقات.
وفي عام 2020، فشلت المفاوضات التي استضافتها واشنطن برعاية أمريكية وبمشاركة البنك الدولي، ورفضت إثيوبيا التوقيع بعدما جرى توقيع مصر على الاتفاق الذي تم التوصل إليه، ما دفع ترامب إلى مهاجمة أديس أبابا.
وانتقد ترامب، موقف إثيوبيا “المتشدد” من مفاوضات سد النهضة، وقال أمام الكاميرات إن مصر قد تعمد إلى “تفجير السد، لأنها لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة”، كما قال عن مصر: “كان ينبغي عليهم إيقافه قبل وقت طويل من بدايته”.
وعلق ترامب على الاتفاق قائلا: “لقد وجدت لهم اتفاقا، لكن إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك، كان هذا خطأ كبيرا”.
وأغضبت هذه التصريحات إثيوبيا، وقالت إنها لن “ترضخ لأي نوع من الضغوط “.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
أصداء الانتخابات الرئاسية الأمريكية
أعلن دونالد ترامب فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فيما حصل الحزب الجمهوري على غالبية الأصوات في مجلس الشيوخ.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});