عزب الشعراء.. أجمل القصور في ضواحي موسكو (صور)

عزبة سيريدنيكوفو

تقع هذه العزبة التي يُحتفل هذه السنة بذكرى مرور 250 على إنشائها بمدينة خيمكي في ضواحي موسكو، وتبعد عنها 35 كيلومترا باتجاه الشمال.

بنيت هذه العزبة في القرن الثامن عشر على الطراز الروسي الكلاسيكي، وترتبط العزبة باسم الشاعر الروسي ميخائيل ليرمونتوف، حيث كان يقضي أيام العطل الصيفي فيها مع جدته، لأنها كانت تعود لشقيقها دميتري ستوليبين جد المصلح المستقبلي بيتر ستوليبين.

ولكن في القرن التاسع عشر تطورت وتحسنت أوضاعها بعد أن أصبحت ملكا للتاجر الثري فيرسانف، حيث كان الفنانون، مثل رحمانينوف وتشاليابين يقيمون فيها حفلات موسيقية، كما رسم سيروف العديد من لوحاته في حديقتها.

وبعد ثورة أكتوبر وخلال العهد السوفيتي أصبحت مصحة ومنتجع لمرضى السل.

وتجدر الإشارة إلى أن عزبة سيريدنيكوفو. هي إحدى العزب القليلة التي حافظت مبانيها على طرازها المعماري الذي يعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. تضم العزبة 16 مبنى تاريخيا، وهذا أمر نادر جدا بالنسبة لروسيا.

ويمكن للسياح زيارة عدد من الأجنحة متصلة بواسطة معرض والبيت الرئيسي التي لم تكن مخصصة للسكن بل لاستقبال الضيوف، وقضاء أوقات ممتعة في قاعة المطعم والمكتبة والعمل في المكاتب.
أما الحديقة المحيطة بالمبنى فتضم بركة مياه وأشجار طبيعية وممرات ولوحة تذكارية مكتوب عليها “إلى مغني الحب والحزن” أي إلى شاليابين.

عزبة شاخماتوفو “متحف الشاعر ألكسندر بلوك”

شيدت هذه العزبة في نهاية القرن الثامن عشر. وتقع ضمن حدود مدينة سولنيتسنوغورسك في مقاطعة موسكو، وتبعد عن موسكو 85 كيلومترا.

انتقلت ملكية هذه العزبة، المبنية على مرتفع يطل على نهر لوتوسنا، من عائلة إلى أخرى إلى أن اشتراها البروفيسور أندريه بيكيتوف جد الشاعر ألكسندر بلوك، رئيس جامعة بطرسبورغ عام 1874 بناء على نصيحة صديقه وجاره لاحقا دميتري منديلييف عالم الكيمياء المشهور مكتشف الجدول الدوري للعناصر الكيميائية.

تتكون العزبة من المبنى الرئيسي وجناح ومستودعات لتخزين الحبوب والمحاصيل الزراعية الأخرى والمواد الغذائية، وكذلك مبنى مرأب العربات.

يتألف المبنى الرئيسي من طابقين، يقع في الطابق الأرضي منه بهو الاستقبال وغرفة جدة الشاعر وغرفة النساء وغرفة الضيوف الزرقاء ومكتب جد الشاعر، وأيضا غرفة لوبوف منديلييفا زوجة الشاعر، وقاعة المطعم المطلة على الحديقة. توجد في كل من هذه الغرف مرآة كبيرة، وفي قاعة الضيوف توجد آلة البيانو التي كان يعزف عليها الملحن سيرغي رحمانينوف.
منذ عام 1970 أصبحت العزبة متحفا للشاعر ألكسندر بلوك. يقام فيها سنويا مهرجان الآداب لعموم روسيا.
تستضيف العزبة منطقة مهرجان الليلك الذي هو رمز شاخماتوفو، حيث توجد أصناف نادرة منه فيها بالإضافة إلى بعض الشجيرات التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر. يتضمن برنامج المهرجان أعاب ودورات تدريبية وحفلا موسيقيا وركوب الخيل. كما يقام فيها مهرجان بلوك السنوي الذي يتضمن قراءات شعرية.

وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر بلوك كتب أكثر من 300 قصيدة من إبداعاته الشعرية في هذا المكان، متأثرا بجمال الطبيعة الروسية. وكان الشاعر يقضي فترة الصيف هنا سنويا حتى عام 1916 حين التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية، ولم يعد للعزبة هذه ثانية.

كما يمكن عند زيارة عزبة شاخموتوفو زيارة عزبة بوبلوفو التي كانت تعود لعائلة عالم الكيمياء مندلييف التي تبعد 8 كلم. كما يمكن زيارة عزبة تاراكانوفو، التي فيها الكنيسة التي تزوج فيها الشاعر من لوبوف ابنة الكيميائي العظيم.

عزبة مورانوفو

تقع هذه العزبة في قرية بورانوفو بمنطقة بوشكينسكي الحضرية، في مقاطعة موسكو. وتعود للشاعر فيودر تيوتشيف ويفغيني بوراتينسكي.

تتشابك في هذه العزبة الثقافة والفن والأسرة والطبيعة والمأكولات والتقاليد عضويا، ويعتبر معرض القصر الرئيسي، الذي بناه بوراتينسكي قبل أكثر من 180 عاما، من المعالم الجميلة والرائعة التي بقيت على حالتها الأولية كما أراده الشاعر المعماري. وبالإضافة إلى عائلة بوراتينسكي، سكنت هنا عائلة ابنه فيودور تيوتشيف وأحفاده. وتعرض في المتحف مجموعات تذكارية لكلا العائلتين.

ويسعى الموظفون إلى الحفاظ على العزبة كما أراده أول مدير للمتحف، حفيد الشاعر تيوتشيف نيكولاي. تحتوي المجموعة على حوالي 40 ألف معروض، معظمها من دون هياكل وقائية. أي تبدو للزائر وكأنه دخل إلى منزل سكني مضياف غادره أصحابه للتو، وجاء ليرى كيف يعيشون.

ويمكن للزائر في كثير من الأحيان مشاهدة أحفاد تيوتشيف في العزبة، الذين حصلوا على الحق في العيش في أحد الأجنحة مدى الحياة.

تنظم في العزبة سنويا مهرجانات مختلفة مثل مهرجان الثقافة الجميلة، وكذلك مهرجان أدبي ومهرجان الموسيقى والمسرح، حيث يقدم الفنانون أفضل عروضهم، كما يقام مهرجان جز العشب، ومهرجان صنع المربى وحساء السمك كما كان يفعل أصحاب العزبة قبل أن تصبح متحفا.

عزبة أوستافيفو

يقع متحف محمية عزبة أوستافيفو التي بناها الأمير أندريه فيازيمسكي في القرن الثامن عشر في بلدة شيربينكو في الضاحية الجنوبية للعاصمة موسكو .

وبعد أن ورثها ابنه بيتر صديق الشاعر ألكسندر بوشكين أصبحت أحد رموز الحياة الثقافية في أوائل القرن التاسع عشر. كانت تقام في العزبة اجتماعات الجمعية الأدبية “أرزاماس”، حيث زارها، بالإضافة إلى بوشكين، كونستانتين باتيوشكوف ودينيس دافيدوف. وقد كتب نيقولاي كارامزين، الذي كان متزوجا من أخت بيتر، ثمانية مجلدات من “تاريخ الدولة الروسية” في هذه العزبة.

تقام حاليا في هذه العزبة حفلات في المناسبات المختلفة، ويقام فيها مهرجان ماراثون الموسيقى الذي هو الوحيد في روسيا المكرس ليوم الأسرة والحب والإخلاص. كما تقام في الهواء الطلق مهرجانات موسيقية لعصور مختلفة – باروكو، الكلاسيكية، الجاز، الروك والفولكلور.

ويقام في العزبة سنويا في أول يوم أحد من شهر يونيو منذ عام 1982 مهرجان بوشكين للشعر، يشارك فيه عادة كبار الشعراء والفنانين.

المصدر:نوفوستي