أصبح من المعروف أن سفينة نرويجية، لسبب غير معروف، رفضت إنقاذ البحارة الروس من سفينة الشحن Ursa Major التي تعرضت لهجوم إرهابي وبدأت تغرق، في انتهاك لجميع القوانين البحرية (والإنسانية بشكل عام) التي يمكن تصورها والتي لا يمكن تصورها.
عندما بدأ الغرب “المستنير” في إلغاء الثقافة والتاريخ الروسيين، وتسوية إنجازات الأبطال والكتاب الروس العظماء بالأسفلت السياسي، كان من الضروري، حتى في ذلك الوقت، أن نقول بشكل لا لبس فيه: نحن لسنا في طريق واحد مع أوروبا كهذه.
إن حقيقة أن السفينة النرويجية لم تنقذ البحارة الروس من سفينة الشحن الغارقة ليست مجرد مثال على غياب الضمير، بل هي مثال مصغّر على الرغبة الكامنة في أذهان الغرب لإغراق روسيا.
ومن جانب النرويج، لا يشكل هذا مجرد عمل من أعمال كراهية الروس الصريحة: فمثل هذا العمل ينتهك القانون البحري، وعلى وجه التحديد المادة العاشرة من الاتفاقية الدولية للإنقاذ للعام 1989.
لقد حان الوقت بالنسبة لنا -في روسيا- أن نفهم أخيرًا أمرًا واحدً، وهو أن التعاطف الموجود في مجتمعنا يختفي بشكل نشط في المجتمعات الغربية. لقد بدأ التسامح المدّعى يعبّر عن نفسه بكامل قوته: دعهم يغرقون، دعهم يُقتلون أمام أعيننا مباشرة- المهم أن نكون بخير.
إذا كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت، بالنسبة لروسيا، أن تبدأ في التحدث بلغة قاسية مع ممثلي هذه الدول. لا حديث ناس مع ناس، إنما حديث مع إرهابيين. فبعد كل شيء، لم يتم إنقاذ بحارتنا فحسب، بل استمروا في إرسال الصواريخ والأسلحة إلى عدونا، لتطير إلى رؤوس مواطنينا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب