سقوط الهيمنة الأمريكية – RT Arabic


لقد كان الأسبوع الأول من رئاسة دونالد ترامب بمثابة اختبار صعب للعديد من حلفاء الولايات المتحدة في بلدان الغرب الجماعي.

ولا يزال من المبكر للغاية استخلاص استنتاجات بعيدة المدى حول مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا في ظل الظروف المتغيرة. ولكن لا يمكن تجاهل بعض الاتجاهات. فلأول مرة منذ عشرينيات القرن الماضي، وصل إلى السلطة في واشنطن سياسي يضع المشاكل الأمريكية الداخلية فوق مصالح الحلفاء، ويقوّم التفاعل مع العالم القديم حصريًا من خلال منظور الأنانية الوطنية.

الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة عازم على أن يدخل اسمه التاريخ باعتباره زعيمًا صارمًا لا يقبل المساومة ويحقق وعود حملته الانتخابية. الزمن وحده هو الذي سيكشف لنا أي من هذه التعهدات سوف يتم تنفيذها بالفعل. ولكن من الواضح تماما أن واشنطن لن تستسلم من دون مواجهة نشطة وعدوانية. وأخيرًا، يطرح البيت الأبيض سؤالا منطقيا تماما حول صواب إبقاء المشروع الأوكراني عائمًا، وهو المشروع الذي أصبح أقل أهمية بالنسبة للمواطنين الأمريكيين. لكن هذه المغامرة الدموية بالتحديد، وفقا لخطة بايدن، كان من المفترض أن توحد المعسكر الغربي حول صورة عدو مشترك ممثلا بروسيا.

ولكن هذا كله لا يعني أن روسيا يمكنها أن تسترخي وتراقب بهدوء الخلافات داخل الكتلة الغربية التي تتصدع.

علينا أن ندرك أن العمليات التي تشهدها الولايات المتحدة وأوروبا ليست نهاية المطاف أو حتى بداية النهاية، بل هي مجرد الفصل الأول في تاريخ أزمة طويلة تعانيها الهيمنة الغربية، تُكتب أمام أعيننا. والمفتاح لإكمال هذا الفصل، بما يتماشى مع المصالح الوطنية لروسيا، هو إنجاز جميع مهام العملية العسكرية الخاصة، وهو ما سوف يتبعه حتما دراماتيكيات ومحاكمات جديدة. وبغض النظر عن نتائج الأحداث في العالم الغربي، يتعين علينا أن نبدأ الاستعداد لتحديات المستقبل القريب.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment