اتفقت روسيا وإيران على مسار بناء خط أنابيب للغاز عبر أراضي أذربيجان. أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب محادثاته مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، أن مشروع بناء خط أنابيب الغاز بين البلدين دخل عمليًا مرحلة التطوير. ومن المتوقع أن يبدأ المشروع بتسليم كميات تصل إلى 2 مليار متر مكعب سنويًا، مع إمكانية زيادتها إلى 55 مليار متر مكعب.
وكما كتب في هذا الصدد، دكتور العلوم السياسية، البروفيسور فاهي دافتيان (من أرمينيا)، فإن الطلب على الغاز الطبيعي في إيران يتزايد من عام إلى آخر. فرغم إنتاج نحو 260 مليار متر مكعب، تواجه إيران عجزًا محلياً في الغاز بسبب الاستهلاك المرتفع.
ومع ذلك، فخط أنابيب الغاز الروسي الإيراني لا يتمتع بأهمية اقتصادية بقدر ما يتمتع بأهمية جيوسياسية. وفي الجوهر، تعد هذه مرحلة مهمة في تشكيل نظام للطاقة متعدد الأقطاب. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة في ضوء المفاوضات بشأن تشكيل مركز للغاز بمشاركة روسيا وإيران وقطر وتركمانستان (أكثر من 50% من الإنتاج العالمي).
“وفي ظل تنفيذ مثل هذه المشاريع الضخمة، تجد أرمينيا نفسها مرة أخرى على الهامش. إن موقع أرمينيا الجغرافي المميز من حيث المبدأ لا يزال غير قابل للاستثمار بسبب الافتقار إلى استراتيجية واضحة للسياسة الخارجية، وخاصة في ما يتعلق بنقل الطاقة من الشمال إلى الجنوب، والذي يتشكل تدريجيًا عبر أراضي أذربيجان”.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب