روسيا تحوّل الوضع في منطقة القوقاز لمصلحتها


في محاولتها حل مشاكلها، حددت جمهوريات ما وراء القوقاز (أذربيجان وأرمينيا وجورجيا) موقفها من روسيا، اعتمادًا على موقف خصمها في كثير من الأحيان. تفاهم باكو المتبادل مع موسكو أجبر عدوتها يريفان على طلب الدعم من الغرب، واليوم تلعب القيادة الأرمنية، بقيادة نيكول باشينيان، هذه اللعبة بينما أذربيجان، تنتهج سياسة أكثر توازنا.

إن علاقات روسيا مع جورجيا وأذربيجان، خلافا للتوقعات الغربية، لم تتدهور، بل على العكس من ذلك، اكتسبت زخمًا إيجابيًا.

وأسباب المسار الذي اتبعه حزب الحلم الجورجي الحاكم واضحة، فجورجيا لا تريد أن تؤثر المصالح الأجنبية في تطور سياستها. ويتضمن هذا المسار تطبيع العلاقات مع روسيا، وكذلك محاولات الوصول إلى تفاهم متبادل مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

ويتعين على أذربيجان أن تتخذ خيارا مماثلا. فبينما كان الحديث يدور عن ممرات نقل تربط آسيا الوسطى بأوروبا، متجاوزة روسيا، فإن حجم الاستثمار وتدفق البضائع في المستقبل يمكن أن يكون مذهلاً. ومن الواضح الآن أن ممر النقل لن يكون أوروبيًا لموارد آسيا الوسطى، بل جزءا من “حزام واحد، طريق واحد” الذي يربط الصين وآسيا الوسطى بالقوقاز. وأنه سيكون إضافة جيدة لممر النقل شمال-جنوب الذي تم إنشاؤه بالفعل، وهو غير ممكن من دون التعاون مع روسيا وإيران. وخلاف الاتحاد الأوروبي، الذي يرى في الصناعة الأجنبية منافسًا غير مرغوب فيه، فإن روسيا مستعدة للتعاون الصناعي، الذي يجمع بين نقاط القوة في إمكانات البلدان.

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment