رغم إنجازها التاريخي.. “بلو أوريجين” تحذف فيديو لرائدة فضاء هاوية

وتضمن المقطع لقطات لإميلي كالاندريلي، المعروفة أيضا بلقب Space Gal، معلقة رأسا على عقب في انعدام الوزن في الكبسولة، بينما كانت تنظر من النافذة وتقول “يا إلهي، هذا هو الفضاء”.

واستغل آلاف المتصيدين على الإنترنت هذه اللحظة لإفساد تجربتها من خلال موجة من التعليقات الجنسية والمسيئة الموجهة إلى كالاندريلي.

وعلق أحد مستخدمي منصة “إكس”: “ليس إنجازا أن تكون امرأة”. وسأل آخر: “هل تعتبرين نفسك أكثر امرأة جذابة على الإطلاق ذهبت إلى الفضاء؟”.

وكانت الرسائل لاذعة لدرجة أنها جعلت كالاندريلي تبكي أثناء عودتها إلى المنزل بعد المهمة، كما ذكرت في منشور لها على “إنستغرام” يوم الأحد.

وقالت كالاندريلي إن “بلو أوريجين” حذفت الفيديو الأصلي واستبدلته بنسخة معدلة، لكنها أعادت نشره للرد على أولئك الذين يحاولون إفساد لحظتها الخاصة.

وكانت هذه المهمة تاريخية بالنسبة لكالاندريلي بكونها المرأة المئة في تاريخ البشرية التي تخوض تجربة السفر إلى الفضاء، وهذا يُعتبر إنجازا لأنها تساهم في زيادة تمثيل النساء في مجال الفضاء الذي كان تقليديا يهيمن عليه الرجال.

ويشار إلى أن كالاندريلي هي مهندسة فضاء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومتحدثة علمية ومقدمة برامج تلفزيونية تُعرف باسم Space Gal، وقد جمعت مئات الآلاف من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وانطلقت كالاندريلي مع خمسة آخرين إلى الفضاء في الرحلة التجريبية البشرية التاسعة لمركبة “نيو شيبرد” الفضائية من “بلو أوريجين”.

ودفع جميع “السائحين الفضائيين” الستة ثمن مقاعدهم على الصاروخ، على الرغم من أن سعر التذكرة لم يُكشف عنه بعد.

وانطلق الصاروخ من محطة الإطلاق الفضائي التابعة للشركة خارج فان هورن، تكساس يوم الجمعة.

وصورت “بلو أوريجين” المهمة، وقامت بتوثيق ردود أفعال رواد الفضاء الهواة عند رؤية الأرض من نقطة مراقبة الفضاء.

لكن المتنمرين على الإنترنت، وخاصة الرجال، أصبحوا منشغلين بردة فعل كالاندريلي، وكتبوا تعليقات تركز بشكل أساسي على جنسها ومظهرها الجسدي.

وكتبت كالاندريلي على “إنستغرام”: “حدث كل هذا أثناء عودتي إلى الأرض بعد تجربة تحقيق الأحلام الأكثر مثالية ورائعة في حياتي. وبدلا من أن أكون في غاية السعادة، أبكي في مقعدي وأنظر من النافذة”.

واستطردت قائلة إنها قضت الرحلة في إرسال رسائل نصية إلى “أخواتها في الفضاء” (نساء أخريات في مجال الفضاء) للحصول على الدعم والنصيحة، حيث كانت تريد أن تشاركهن مشاعرها السلبية والحصول على تأكيدات بأن لا شيء في تصرفاتها يستحق الخجل أو الانتقاد

ورغم أن “بلو أوريجين” اختارت حذف الفيديو، أعادت كالاندريلي نشره على منصة “إكس” وكتبت: “رؤية كوكبنا لأول مرة، حلم استغرق صنعه عقودا من الزمن. أنت ترى الكثير من المشاعر المتشابكة. الإثارة والرهبة والفخر – ولكن بصراحة القليل من الخوف والارتباك أيضا”.

ومن الواضح أن التجربة كانت مؤثرة للغاية بالنسبة لكالاندريلي، التي شبهتها بولادة أطفالها عند الهبوط في موقع الإطلاق التابع لـ”بلو أوريجين”.

وأشاد المئات من مستخدمي “إكس” بكالاندريلي، باعتبارها مصدر إلهام. وعلق أحدهم على منشورها: “أرى فرحتك! إنها مستحقة، ومثيرة للغاية وملهمة للغاية للنساء والفتيات في كل مكان”.

كانت رائدة الفضاء الروسية فالنتينا تيريشكوفا أول امرأة تسافر إلى الفضاء، حيث انطلقت في مهمة منفردة في عام 1963. وبعد تلك المهمة التاريخية، استغرق الأمر 20 عاما حتى تغادر امرأة الأرض مرة أخرى.

وكانت أول امرأة أمريكية في الفضاء هي رائدة الفضاء التابعة لوكالة ناسا سالي رايد، التي انطلقت مع أربعة رواد فضاء آخرين على متن مكوك الفضاء “تشالنجر” في مهمة STS-7 في عام 1983.

وفي حين أن كالاندريلي ليست رائدة فضاء رسمية في وكالة ناسا، فإن رحلتها التاريخية إلى الفضاء بمثابة تذكير بما تستطيع النساء القيام به.

 المصدر: ديلي ميل