وفي بداية حلقة “قصارى القول”، وفي قراءة للمواقف الأردنية من السلطات الجديدة في دمشق والتوقعات من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أكد الزميل سلام مسافر أن القضية الأكثر حيوية هي الوضع في سوريا، بلا شك.
وطرح سؤالا على رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، حول تقييم زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى سوريا، تحديدا إلى دمشق، والتي وصفت بأنها مهمة ومبادرة ذات مغزى عميق.
وأكد فيصل الفايز أن العلاقات مع سوريا، علاقات تاريخية مبنية على الاحترام المتبادل بين الشعبين الأردني والسوري، بغض النظر عن الأنظمة القائمة، كما تعود العلاقات إلى عام 1921، في بداية إنشاء إمارة المملكة الأردنية”. مشيرا إلى أن “هذه العلاقات تاريخية ومتميزة دائما، فلقد كانت لدينا علاقات حتى اقتصادية وتجارية منذ بداية القرن الماضي مع إخواننا السوريين”.
وأوضح أن “زيارة وزير الخارجية إلى سوريا جاءت لبحث العلاقات الثنائية أولا، وإرسال رسائل”.
وهنا الحوار كاملا مع رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، قراءة للمواقف الأردنية من السلطات الجديدة في دمشق والتوقعات من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
إقرأ المزيد
* بالأمس كانت هناك زيارة وُصِفَت بأنها مهمة ومبادرة ذات مغزى عميق. زيارة وزير الخارجية الأردني إلى سوريا، تحديداً إلى دمشق. أولاً، كيف تُقيِّمون هذه الزيارة؟ حيث يرى البعض أنها ربما جاءت متأخرة بعض الشيء؟..
** هذه مهمة في غاية الأهمية، نابعة من المؤتمر الدولي الذي انعقد في العقبة. كان هذا المؤتمر يمثل الإقليم والعالم معا، لذا فإن هذه الوسائل يجب أن تصل إلى الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع. وهذه القرارات التي تم اتخاذها. ينبغي أن نركز على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعدم تقسيم سوريا، وأن يكون هناك نظام ديمقراطي، وأن تُجرى انتخابات في سوريا ويتم وضع دستور جديد، كما يجب أن يكون هذا النظام ممثلا لكل الأطياف السياسية في سوريا، ونحن نعلم جميعا أن المجتمع السوري هو مجتمع فيسفائي يتضمن العديد من الطوائف. هناك مسلمون ومسيحيون، فهذه الرسائل التي وصلت إلى الحكومة السورية الجديدة. وأعتقد أنها كانت زيارة مهمة جدا. أما فيما يتعلق بسبب تأخر الزيارة، فإن سياسة الخارجية بقيادة الملك هي سياسة مبنية على التوازن، وهي سياسة تقوم على التشاور، بمعنى أنه يجب أن نتشاور مع إخواننا في دول الخليج وفي مصر والعراق لتوحيد المواقف، لأنه يجب أن نصغي لإيصال الرسائل. ينبغي أن تكون هذه الرسائل بإجماع عربي. وهذا يعني أن الزيارة لم تتأخر، ولكن بعد التنسيق مع إخواننا وأشقائنا في الدول العربية، وصلت الرسائل.
* لقد تحدثتم عن مؤتمر العقبة، وهناك مخرجات لهذا المؤتمر من ضمنها التأكيد على تنفيذ القرار 2254، حيث إن هناك عددا كبيرا من السوريين.. ورغم أنه لم يظهر هذا الأمر على لسان المسؤولين، إلا أن الإدارة الجديدة تقول إن هذا القرار قد عفى عليه الزمن وأن هناك متغيرات، هل تعتقدون أن المخرجات المتعلقة بالعقبة لا تزال قابلة للتنفيذ؟.
** بالطبع، الفرق الوحيد هو أن النظام لم يعد قائما، نعم لأنه كان الحل الأول. يجب أن يأتي الحل من النظام ويكون هناك تعاون، مثلما دعا أردوغان قبل حوالي سنة عندما دعا بشار الأسد إلى الاجتماع لإيجاد حل للأزمة السورية، لكن النظام لم يلتزم ولم يستجب لذلك. فالنتيجة هي أنه لا يزال القرار ساري المفعول، لأنه يجب أن يكون هناك في سوريا الآن مرحلة من نوع واحد، وللأسف الحكومة تهيمن على الوضع. هو يقول إن هذه مرحلة انتقالية، يعني بعد ثلاثة أشهر سيكون هناك مؤتمر وطني يتمخض عنه أو يفضي إلى ما هو غير معروف حتى الآن، سواء كانت هناك انتخابات لمجلس نواب يمثل جميع أطياف الشعب السوري، أم سيكون هناك دستور جديد يُعتمد قبل ذلك؟.
* يعني أنتم شخصيا، بحكم خبرتكم الطويلة، أعتقد أنه يجب أن تجرى انتخابات لأن مجلس النواب هو الذي يقر الدستور. فكيف يمكن أن تُقرّ الدستور إلا بعد المؤتمر الوطني؟ يجب أن يكون هناك استفتاء على الدستور، ومن ثم انتخابات تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة، بحيث يتم تمثيل جميع أطياف المجتمع السوري. ويصل إلى مجلس النواب ممثلون عن كل أطياف الشعب السوري، من مسيحيين ومسلمين. وكل الطوائف العليا والسنة وكل أطياف المجتمع السوري.
** بناء على النسبة السكانية، بلا شك، ليس بسبب وجود طوائف، بل لأن البعض يتخوف من تكرار التجربة الفاشلة في العراق. حيث يتم اختيار القيادات والوزراء على أساس المحاصصة الطائفية. خاصة وأن الأمة السورية هي أمة واحدة، بغض النظر عمن هو الفرد أو من هما الوالدان، وما هو المذهب وما هو الدين. يا سيدي، إن شاء الله يكون أي مجلس نواب قادم ممثلاً لكل أطياف المجتمع. بالنسبة للمجتمع السوري، هل سيكون لدينا نظام رئاسي أم نظام برلماني؟ كل ذلك يعتمد على قرار الشعب السوري. ولكن أعتقد، وهذا رأيي الشخصي، أن النظام الرئاسي هو الأفضل وأن يتم انتخاب الرئيس من قبل الشعب السوري. يعني، حتى لو تم انتخاب رئيس من طائفة معينة، سواء كان سنيا أو علويا أو من أي طائفة أخرى، المهم أن يكون المنتخب من قبل الشعب. لذلك، أرى أن النظام الرئاسي هو الأنسب لسوريا، وهذا هو رأيي الشخصي بلا شك.
* ذكرتم أن أردوغان، وبالمناسبة، روسيا أيضا قد حثت.. بشار الأسد يجب أن يلتقي بأردوغان ويعمل على تطبيع العلاقات مع تركيا، وأن يبدأ في اتخاذ الإجراءات اللازمة. وأيضا ربما تعلمون جيدا أن روسيا منذ البداية وقفت إلى جانب ضرورة إجراء إصلاحات في النظام السياسي. هناك زيارة كانت قد تمت قبل سقوط النظام للوزير الصفدي إلى دمشق. هل كانت أيضا في إطار تقديم النصائح لبشار؟ بالطبع، تم حث بشار الأسد على الالتقاء بأردوغان. ولكن للأسف لم يصغ إلى ذلك، وهذه النتيجة تعكس المخاوف والقلق لدى الأردن من أن الأمور تسير بشكل مختلف؟.
** سوريا جارة لنا، وما يجري فيها سيؤثر حتما على الأردن، لا سمح الله، فإذا سادت الفوضى في سوريا، سيكون لذلك تأثير على الأردن. أما إذا ساد الأمن والاستقرار، فسوف ينعكس ذلك إيجابياً على الأردن.. أعتقد أن سوريا تمثل بالنسبة لنا وضعا خاصا، فهناك بعض الدول البعيدة عن سوريا، بينما جيرانها مثل العراق والأردن سيتأثرون بشكل مباشر. ومن الممكن أن يؤثر الوضع في سوريا على دول أخرى بشكل غير مباشر. لا سمح الله، إذا انتشرت الفوضى في سوريا، سيكون هناك تأثير كبير ليس فقط على جيران سوريا، وإنما على كل المنطقة.
* الآن، تغير النظام وهناك معادلات جيوسياسية جديدة. ما رأيكم في التداعيات الناجمة عن هذا التغيير على المنطقة وعلى الأمن القومي للأردن؟.. ونحن نعلم معضلة المخدرات. ليست بداية العتيا كما يُقال، يجب أن نعود إلى 27، أولا، نعم، ماذا كانت النتيجة؟
** “النتيجة، للأسف، هي تدمير قطاع غزة، حيث سقط 45 ألف شهيد. ويفوق عدد الجرحى المئة ألف، هذا بالإضافة إلى الذين لا يزالون تحت الأنقاض. لقد دُمّر اقتصاد غزة بالكامل. الآن، الوضع في غزة مأساوي، وهذا صحيح. بالطبع، القدرة العسكرية والحماسة الحالية ليست كما كانت في السابق. يعني، هناك مقاومة، ونحن ندعم المقاومة ضد أي احتلال إسرائيلي. لكن الآن، وصلت المقاومة إلى مرحلة لا تشبه المرحلة السابقة، وإذا نظرنا إلى الأمور.. حزب الله، عندما دخل في الحرب مع إسرائيل، أدى إلى احتلال جزء من الجنوب اللبناني، مما تسبب في دمار كبير في تلك المنطقة. ويُعزا ذلك إلى نفوذ حزب الله. كما أن خط الإمداد الرئيسي للأسلحة إلى حزب الله كان يمر عبر سوريا. والآن، تأثير الهيمنة الإيرانية على المنطقة قد تراجع. وللأسف، فإن الهيمنة الحالية هي لإسرائيل”. يعني هم يحتلون غزة ويحتلون جزءا من جنوب لبنان، حتى الآن لم يتم استكمال احتلال جنوب لبنان، صحيح؟.. والآن يحتلون أراضي في سوريا. بعلبك وما تبقى من هضبة الجولان، سيصلون إلى منابع الأنهار في سوريا. هذا تطور خطير، يعني ما هي النتيجة؟ هذه هي النتيجة، للأسف.
* الآن، ما رأيكم في قضية المخدرات؟ هل انتهت أم أنه من الممكن أن تستمر بعض الأمور؟..
** هذه شبكة خطيرة من المهربين، لا أستطيع أن أقول إنها انتهت. ولكن بالطبع كانت مدعومة قبل الدولة السورية. النظام السوري هو أكبر منتج على مستوى العالم لحبوب الكبتاجون. سوريا تنتج 80% من الإنتاج العالمي؟ نعم، 80% من الإنتاج العالمي. كانت هذه الشبكة تُدرّ عائدات على الدولة أو على الميليشيات الموجودة، أو على بعض الأشخاص في الدولة السورية. 6 إلى 7 مليارات دولار في السنة. أعتقد أنه إذا سيطرت الحكومة الجديدة على كافة الأراضي السورية، ستنتهي المشكلة. ولكن حتى لو لم تنته، فإن التأثير سيكون أقل بكثير مما كان عليه قبل سقوط النظام.
* في قراءاتكم للتطورات وزيارة الوزير وعلاقاتكم المعروفة مع سوريا، هل تعتقدون أن هذا النظام سيحصل على اعتراف إقليمي قريبا؟
** انظر، الآن كل الدول الغربية أرسلت ممثلين عنها وتواصلوا مع أحمد الشرع. كما أن الدول العربية بدأت أيضًا بإرسال وفود، ولكن المهم هو الأفعال وليس الأقوال.. الحكومة الحالية تتسم بلون واحد. هو يقول إنه ستكون هناك حكومة انتقالية، نعم، لمدة ثلاثة أشهر، ثم سيكون هناك كما ذكرت قبل قليل مؤتمر وطني. يُفضي ذلك إما إلى انتخابات أو إلى دستور جديد، إن شاء الله. تكون الأفعال. أقوى من الأقوال. لقد واجه الأردن، على مدى هذه السنوات منذ أن اندلعت الانتفاضة في سوريا في عام 2011، وما تلا ذلك من أحداث يمكن وصفها بأنها كانت حروبا أهلية في الحقيقة. فقد وصل أعداد غفيرة من النازحين إلى المملكة، وعانت المملكة من هذا العدد الهائل. كيف سيتم حل قضية النازحين؟ لقد التقينا ببعض النازحين وكنا نسألهم: هل ستعودون؟.
* ليس الجميع مستعدا للعودة من الذين التقينا بهم، باعتبار أن الأوضاع غير مستقرة.
** إن العودة يجب أن تكون طبيعية، حتى الدولة الأوروبية تعي أن العودة يجب أن تكون طبيعية وليست إجبارية. ونحن لا نجبر أحدا على العودة. هناك الآن بضع آلاف قد عادوا إلى سوريا، لكنني سألت بالأمس سيدة سورية تعمل في الأردن وزوجها يعمل أيضا، وقد عاشا في حياة كريمة. فسألوها: هل ستعودين إلى سوريا من منطقة حمص، أظن أنها قالت: لا، لن أعود إلى سوريا، ربما بعد سنتين أتمكن من زيارة سوريا. إن الوضع لا يزال ضبابيا، حيث لا يوجد حاليا أمن واستقرار في سوريا، وكثير من اللاجئين، أو لنقل، أعجبني أحد الأشخاص السوريين هنا من منطقة حوران. هو شيخ عشائري، فقال: نحن لسنا لاجئين في الأردن، نحن ضيوف في الأردن.. لأنه، كما تعلم، لقد مدح الملك ومدح الشعب الأردني، وأعتقد أنه لن يعود كثير من الضيوف السوريين إلى سوريا إلا بعد أن يستقر الوضع”.
** “يشعر الناس أنهم في حالة من الأمن والأمان حتى الآن. الحكومة الجديدة لم تفرض سيطرتها على كامل التراب السوري، وهناك مشكلات قائمة. كما أن هناك أفراداً من النظام السابق قد يحاولون زرع الفتنة. على سبيل المثال، سمعت أمس أنهم أشعلوا النيران في شجرة عيد الميلاد. فهذا يعني أن هناك أشخاصاً لا ينتمون إلى الحكومة الجديدة ولكنهم يسعون لزرع الفتنة.. أعتقد أن جميع هذه الأمور ستكون محل تفكير لأي لاجئ قبل اتخاذ قرار العودة إلى سوريا. بلا شك، لقد تابعتم بالطبع الموضوع الاقتصادي، هل يجب العودة إلى سوريا أم البحث عن عمل في مكان آخر؟ على سبيل المثال، قد يكون هناك من يعمل ويتلقى مساعدات من الأمم المتحدة، لكن إذا عاد إلى سوريا، فإن الوضع الاقتصادي هناك سيء جدا حاليا”.
* لا توجد أموال، فقد فرغت الخزينة تماما. للأسف، تم استنزافها وامتلأت السجون. على أي حال، أنتم أيضا تابعتم بقلق تطورات الأوضاع في العراق، سعى الأردن جاهدا لدرء هذه الكارثة، حيث تتم المقارنة بين تجربة سقوط النظام في بغداد وسقوط النظام في دمشق. والآن، يقول الكثيرون: هل كان سقوط النظام في بغداد هو السبب الذي أدى إلى حل الجيش والاجتثاث وعمليات القتل الطائفي وغيرها من الأمور؟.. يعتقد البعض أو غالبية المراقبين أن ذلك لم يحدث. والحمد لله، نحن الآن ندخل الأسبوع الثالث. هذه المقارنة أليست تشير لكم ببعض المؤشرات على أن الأمور ستسير في اتجاه آخر؟.
** يعني منحى يختلف عن المنحى العراقي. انظر، عندما نتحدث عن الحكم في العراق بعد سقوط النظام، نجد أن بريمر هو الذي تولى الأمور. بريمر قام بحل الجيش العراقي، وكانت تلك غلطة كبيرة، بل جريمة في حق الشعب العراقي، لأن الجيش الوطني العراقي كان بإمكانه أن يحافظ على وحدة وسلامة أراضي العراق. والملك نصح بوش الابن عندما كان رئيسا، وذلك خلال زيارتنا”.
* بعد سقوط النظام بثلاثة أو أربعة أشهر، كنت حينها وزير البلاط. وقد نصح جلالة الملك بوش بعدم حل الجيش العراقي وعدم الإضرار بالبعثيين، لأن مؤسسات الدولة العراقية ودين البعثي كانا في وضع صعب. فهم دمروا مؤسسات الدولة وحلوا الجيش العراقي، وهذا ما أدى إلى الفوضى لاحقًا. لأنه لو أن كثيرًا من أفراد الجيش العراقي التحقوا بالمقاومة فيما بعد، لكان الوضع مختلفًا. ولكن إذا ما حافظنا على الجيش العراقي، ولم ندمر مؤسسات الدولة المدنية، لكانت الأمور أفضل بكثير.
** كان من الممكن أن تكون الأمور مختلفة، ولكن للأسف ما حدث الآن في سوريا هو أنه لا يوجد بريمر. من الممكن أن يكون للأتراك دور كبير في العملية السياسية في سوريا. لكنني أعتقد أن الأتراك ليس من مصلحتهم أن تكون هناك فوضى. لأن لديهم أيضا العنصر الكردي الذي يؤثر بالطبع على أمنهم القومي. كما يجب أن يكون هناك، حتى بالنسبة لتركيا، عدم وجود فوضى.. يجب أن يكون هناك استقرار وأمن وأمان بصراحة للجميع، جيران سوريا”.
* البعض أيضا يتخوف من وجود رغبة عثمانية لدى الأتراك، هل لديكم نفس المخاوف؟.
** والله، أرى أنه لا أعتقد ذلك. لم يذكر أنهم يملكون أطماعا في حمص أو في الشمال السوري. لكنهم يؤكدون على وحدة وسلامة الأراضي السورية.. عندما يؤكدون على وحدة وسلامة الأراضي السورية، لا أعتقد أن أردوغان يفكر في احتلال جمال سوريا. أو أن يلحق، مثلا، إدلب وحماة بالدولة التركية، لا أعتقد ذلك”.
* كيف تنظرون إلى هذا التغول الإسرائيلي؟ هل يستغل الفرصة بلا شك؟
** “بالطبع، هناك للأسف نتائج مؤلمة. كما ذكرت سابقًا، في 27 من الشهر الماضي، كل الأحداث التي تلت ذلك أدت إلى هيمنة إسرائيلية، وللأسف، الآن وصلوا إلى 20%.. وصلوا إلى مناطق تقع على بعد 20 كيلو مترا عن دمشق، وقد كانت تحت السيطرة السورية. ثم قام الجيش الإسرائيلي بتدمير ما تبقى من قواته بهدف إضعاف سوريا. كان بالإمكان استخدام العتاد الحربي الموجود في ذلك الوقت من قبل الحكومة الجديدة.. لكن، كما ترى، كان العدوان الإسرائيلي الشرس يستهدف جميع مقدرات الدولة السورية”. كما أن هناك مخاوف حالياً من تمدد الإرهاب، نظراً لأن هذه الجماعات التي استولت على السلطة الآن. لديها ماض مثير للجدل، وأيضا علاقات مع المنظمات التي تم إدراجها ولا تزال مدرجة.. هل توجد لدى الأردن مخاوف؟ أم أن الأردن مطمئن من سلامة حدوده؟ دائما ما يكون موضوع الإرهاب بالنسبة إلينا موضوعا مهما. الملك دائما يؤكد أن جميع سياساته موجهة نحو محاربة الإرهاب، بالتعاون طبعا مع إخواننا العرب والمجتمع الغربي.. إن شغلنا الشاغل هو منع وقوع أي عملية إرهابية في الأردن. الحمد لله، الأردن دولة قوية، مؤسسات العرش فيها قوية، وجيشها قوي، ومؤسساتها المدنية متينة، ووعي شعبها عال .الأردن دولة قوية. من يقول غير ذلك أو يعتقد خلافه فإنه لا يعرف الأردن جيدا. لقد واجهنا تحديات منذ عام 1921، وكانت تحديات عصيبة، ولكننا تجاوزناها. نحن قد تخطينا الربيع العربي بحكمة وحنكة الملك عبد الله وملوك الهاشميين. أنا متفائل بمستقبل المملكة الأردنية الهاشمية. هل تفكرون بذلك؟ الشعب الأردني شعب واع. كما يقول المثل الشعبي “عند الحزة واللزة”، فهو دائما يقف خلف الملك. أنا مطمئن والحمد لله، وبفضل حكمة وحنكة جلالة الملك، إن شاء الله وبوعي الشعب الأردني سنتجاوز هذه الأزمة بإذن الله.
* هل تفكرون في زيارة دمشق بشكل رسمي أو كوفد برلماني؟
** الآن، الأمر سابق لأوانه بالنسبة لزيارة وفد برلماني، خاصة عندما يكون هناك برلمان، وقد يحدث ذلك في المستقبل، لكن الآن أعتقد أنه من الصعب تحقيق ذلك.
* وهل توجد لدى الأردن مبادرة لعقد قمة عربية مصغرة؟
** نناقش الوضع الجديد في سوريا. كان مؤتمر العقبة مؤتمراً يمثل فيه الجميع، وقد أرسل رسائل مهمة إلى الحكم الجديد في سوريا. أعتقد أنه إذا كان هناك مؤتمر عربي الآن، فإنه سيتناول موضوع القضية الفلسطينية، وهو أمر يهمنا من الإدارة الأمريكية الجديدة. ويجب أن يكون هناك موقف عربي قوي لدعم جهود جلالة الملك لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
* يجري الحديث بشكل خاص في الصحافة الغربية عن المخاوف الأردنية من خطط الإدارة الأمريكية القديمة والجديدة. أولاً، لأن الأردن قد عايش ما فعله ترامب خلال ولايته الأولى، وأيضاً بسبب تمسك الأردن بالثوابت التي تحدث عنها الملك باستمرار. ما هي هذه المخاوف؟ ولماذا توجد مخاوف؟ هل هي مجرد تكهنات صحفية لا أكثر، مثل اقتراح كوشنر، مثلاً؟
** كان من المفترض أن يكون هناك استحواذ إسرائيلي على 75% من أراضي فلسطين التاريخية. وأن يكون هناك حكم ذاتي للفلسطينيين في ما تبقى من أراضي فلسطين التاريخية، التي تبلغ تقريبا خمسة وعشرين، أي بصلاحيات أقل من الوضع الحالي، الذي هو أصلاً صلاحيات شبه معدومة.. يتم تقسيمها إلى كانتونات، أي دولة مقطعة الأوصال. وطبعا جلالة الملك رفض الخطة، لأنه لا يمكننا أن نتحمل الآن العبء الديمغرافي. كان المطلوب من جلالة الملك أن يضم ما تبقى من الضفة الغربية. نحن لا نستطيع أن نتحمل العبء الديموغرافي لأربعة ملايين فلسطيني، ولكن الآن أعتقد أن الحل يكمن في تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، وأن يبقى في وطنه ويقاوم. ولكن إذا افترضنا سيناريو حدوث الضم، أعتقد أنه لن يقبل أبو مازن أن يبقى في الضفة الغربية. ستنهار السلطة. هل تستطيع إسرائيل أن تتحمل أربعة ملايين فلسطيني؟ إن الشعب الفلسطيني هو شعب مجاهد. سيستمر في المقاومة حتى الحقوق التاريخية والمشروعة. لا يمكنهم كسر شوكة الشعب الفلسطيني، فهو شعب مجاهد ومقاوم. نحن دائماً نؤكد على أهمية المقاومة. ولن نقبل بالعدوان الإسرائيلي. كما أننا لن نقبل بالعدوان الإسرائيلي على أي أرض عربية، لذا ينبغي أن تكون هناك مقاومة، ونحن سندعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحصول على حقوقه المشروعة.
* بالنسبة للزيارات التي يقوم بها المسؤولون، فهي زيارات منتظمة تقريبا، سواء إلى واشنطن.. ما هي العواصم الأوروبية الأخرى برأيكم؟ وما هو الاستنتاج الذي توصل إليه الأردن؟.. هل التهديدات التي أطلقها ترامب جزء من حملته الانتخابية المثيرة للاهتمام؟.. هناك مشروع أمريكي، حسب ما ذكر ترامب، يدعي أن الأراضي الإسرائيلية صغيرة وتحتاج إلى التوسع. هل يشمل هذا التوسع فقط الأراضي الفلسطينية التاريخية، أم أنه قد يمتد ليشمل الأردن أيضا؟”.
** كما ترى، فإن جلالة الملك يسمع صوته في الغرب، ودائما ما يقدم نصائحه للغرب والزعماء الغربيين. إن الملك يحظى باحترام وتقدير أينما ذهب. فقد قام مؤخرًا بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التقى بأعضاء الكونغرس، الذين يسيطر عليهم الجمهوريون في الوقت الحالي. ويحظى جلالته أيضا بالاحترام والتقدير في الكونغرس. وأعتقد أنه قد التقى ببعض أفراد الطاقم الجديد لفريق ترامب. إن جلالة الملك يسعى دائما لتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية.
** “وإن شاء الله، بعد عشرين يومًا من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد ترامب، سيكون هناك تغيير في المفاهيم الموجودة حاليًا في أذهانهم. إذا تم دعم جهود جلالة الملك من قبل إخواننا في دول الخليج العربية وإخواننا العرب، أعتقد أنه سيكون هناك تغيير في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية. إن شاء الله، نأمل ذلك، ولكن يجب أن يكون هناك موقف عربي موحد لدعم جهود الملك في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية”.
* هل سيبقى الموقف الأردني المعروف ثابتا من قضية الدولتين والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية؟ بالطبع، بالطبع، إن موقفنا ثابت.
** لكن ما سيتم طرحه هو ما لا نعلمه حتى الآن. بعد أن يتم الطرح، نستطيع أن نقيم الموضوع. والملك بالطبع يقوم بتقييم الموضوع مع إخوانه في العالم العربي. كما نسعى للوصول إلى حل، يمكن أن يكون هناك حل عادل للقضية الفلسطينية.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
قراءة في المواقف الأردنية من السلطات الجديدة في دمشق والتوقعات من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مع رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});