داوود أوغلو يعلق على دور تركيا في أحداث “الربيع العربي”



وذكر داوود أوغلو، حسبما نقلت عنه صحيفة “زمان” المعارضة، أن تركيا لم تستغل احتجاجات 2011 في سوريا للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، مضيفا أنه لو أرادت أنقرة الإطاحة به لفعلت ذلك عام 2005، نظرا لأنه آنذاك كان يواجه اتهامات باغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان.
وأوضح داوود أوغلو أنه زار سوريا نحو 10 -15 مرة على الأقل خلال الفترة بين عامي 2005 و2006 لـ”دعم بشار الأسد وحماية سوريا والأسد”.
وأضاف رئيس وزراء تركيا الأسبق: “لماذا يبدأ التاريخ من أغسطس عام 2011؟ من كتب التاريخ قبل هذا الموعد؟ من مهندس العملية السابقة لهذا التاريخ؟ أنا! حتى لو لم أكن مهندس تلك الفترة وكنت شخصا غير مؤثر وأدار تلك الفترة أشخاص آخرون فليتم إلقاء اللوم عليهم، هل يعود الفضل لي في نجاح كل تلك الفترات؟ لا بالتأكيد، بل هناك رئيس الجمهورية في المقدمة”.
وردا على سؤال حول ما إن كان تواصل مع الأسد أم لا، قال داوود أوغلو: “كيف يمكن فعل هذا حاليا؟ لماذا تدهورت العلاقات؟ تركيا تشهد حاليا وضعا لا علاقة له بالوطنية أو القومية، أنا مثلا عارضت السياسة المتبعة خلال فترة الثامن والعشرين من فبراير(الانقلاب العسكري في تركيا عام 1997). كنت أكاديميا آنذاك، وعارضت السياسة الموالية لإسرائيل حينها والكل يعلم هذا، لكنني لم أقدم على أشياء تقلل من شأن بلدي أبدا، أنا أوجه انتقادات وأقول لبعض أنصار الأسد لماذا يتم إلقاء اللوم على تركيا ولا يتم لوم الأسد، ويتم اتهام تركيا بأنها أشعلت الحرب الأهلية في سوريا بينما لم يخطئ الأسد في شيء؟ هل الأمر بهذه البساطة؟”

إقرأ المزيد

وانتقد داوود أوغلو اتهام البعض لتركيا بإثارة الفوضى في العالم العربي، والحديث عن أن ثورات الربيع العربي افتعلتها تركيا.
وقال: “هناك من يقول إنه لم يكن هناك شيء يدعى الربيع العربي، وأن الشعب السوري والشعب المصري والشعب التونسي لم يثوروا بل أن تركيا هي من أثارت الفوضى هناك. أيعقل هذا؟ أن يفكر الإنسان بهذه الطريقة يعني أنه أعمى أيدولوجيا أو أنه لا يعي أي شيء، لقد اندلع ربيع عربي بالفعل وانتفضت جميع الشوارع العربية. ساندنا سوريا على مدار ثمانية أشهر من ديسمبر وحتى أغسطس لأجل حمايتها. وقدمنا نصائح ونتساءل ما إن كانت سوريا ستعود رويدا رويدا إلى ديمقراطية مستقرة؟ لقد حمينا سوريا عندما عزلتها الولايات (المتحدة)”.
ويعد داوود أوغلو أحد أبرز المسؤولين في الدولة التركية سابقا، حيث كان وزيرا للخارجية في 2009-2014 ورئيسا للوزراء في الفترة 2014-2016، وحليفا سابقا لأردوغان، وكان قد وجه انتقادات إلى سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم وأداء الحكومة في ما يخص الاقتصاد، والرئيس رجب طيب أردوغان شخصيا.
وأعلن داوود أوغلو في سبتمبر 2019 استقالته من “العدالة والتنمية” ونيته تشكيل حزب سياسي جديد، معتبرا أن الحزب الحاكم بات خاضعا لسيطرة مجموعة صغيرة وأن البلاد بحاجة إلى توجه سياسي مختلف.
المصدر: صحيفة “زمان” التركية

إقرأ المزيد

إلى جانب من تقف تركيا؟

رغم كونها عضوا في حلف الناتو تتصرف تركيا على نحو يزيد من شكوك الولايات المتحدة والغرب حول حقيقة ولائها. فما الدلائل على ميلها نحو خصوم الغرب وفق روبرت إليس في ناشيونال إنترست؟

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment