وقال بيسكوف في تصريح لوكالة نوفوستي: “لقد قال بوتين في حديثه اليوم إنه يبقى منفتحا على جميع الاتصالات من أجل التسوية السلمية للنزاع”.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس قال الرئيس بوتين، مخاطبا أفراد القوات المسلحة لروسيا الاتحادية، ومواطني روسيا، وأصدقاءها في جميع أنحاء العالم، وأولئك الذين ما زالوا يتوهمون إمكانية إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، حول الأحداث التي تجري اليوم في منطقة تنفيذ العملية الخاصة، وتحديدا بعد استخدام أسلحة بعيدة المدى غربية الصنع على الأراضي الروسية: “كنا نفضل دائما.. ونحن الآن على استعداد لحل جميع القضايا الخلافية بالوسائل السلمية.. لكننا مستعدون أيضا لأي تطور في الأحداث.. وإذا كان هناك من لا يزال يشك في ذلك، فهو مخطئ.. الرد سيكون حاضرا دائما”.
وأكد بوتين أن الأهداف التي حددها العدو عندما ضربت الصواريخ الغربية البعيدة المدى روسيا، لم تتحقق. مشددا على أن هذه الصواريخ لا يمكن أن تؤثر على مسار العملية الخاصة.
كما لفت الرئيس الروسي إلى أن الصراع في أوكرانيا بعد الهجوم بالصواريخ الغربية على الأراضي الروسية اكتسب طابعا عالميا، لافتا إلى أن من المستحيل استخدام صواريخ بعيدة المدى دون متخصصين من البلدان التي صنعت فيها وهذا أمر معروف.
وحذر من رد روسي حاسم وبطريقة مماثلة في حالة تصعيد الأعمال العدوانية، وقال: “أوصي بأن تفكر النخب الحاكمة في تلك الدول التي لديها خطط لاستخدام قواتها العسكرية ضد روسيا، بجدية في هذا الأمر”.
ومن الجدير بالذكر أن موسكو أكدت باستمرار استعدادها للتفاوض مع سلطات كييف بهدف التوصل لحل ينهي الصراع.
وفي يونيو الماضي، طرح الرئيس بوتين مبادرات لحل سلمي للصراع في أوكرانيا، وأكد أن موسكو يمكنها أن توقف إطلاق النار على الفور وتعلن استعدادها للمفاوضات بعد انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي المناطق الجديدة في روسيا.
بالإضافة إلى ذلك، أضاف الزعيم الروسي، أنه يجب على كييف أن تمتنع عن الانضمام إلى الناتو، ويجب عليها القيام بنزع السلاح والتخلص من النازية.
وكذلك قبول وضع محايد وغير انحيازي وخال من الأسلحة النووية، كما أشار بوتين في هذا السياق إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
وبعد الهجوم الإرهابي الذي شنته القوات الأوكرانية على مقاطعة كورسك، قال بوتين إن من المستحيل التفاوض مع الذين “يضربون المدنيين بشكل عشوائي، أو البنية التحتية المدنية، أو يحاولون خلق تهديدات لمنشآت الطاقة النووية”.
وقال المساعد الرئاسي يوري أوشاكوف في وقت لاحق، إن مقترحات السلام التي قدمتها موسكو بشأن التسوية الأوكرانية، والتي عبر عنها رئيس الدولة الروسية سابقا، لم يتم إلغاؤها ولكن في هذه المرحلة “مع أخذ هذه المغامرة في الاعتبار” لن تتحدث روسيا مع أوكرانيا.
من جانبه يرفض فلاديمير زيلينسكي حلا سلميا للصراع ويؤكد أن أوكرانيا لا تريد مساعدة من حلفائها على تنظيم عملية التفاوض مع روسيا، وقال خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية في بودابست: “نحتاج إلى عدد كاف من الأسلحة، وليس الدعم في عملية التفاوض، وإن أوكرانيا هي وحدها التي يجب أن تقرر ما الذي سيكون وما الذي لن يكون في شأن إنهاء الصراع”.
وتطالب كييف الغرب منذ عدة شهور بتزويدها بصواريخ بعيدة المدى وبالموافقة على تنفيذ ضربات في العمق الروسي، حيث اعتبر زيلينسكي هذه المطالب جزءا من “خطة النصر”، التي يسعى للترويج لها في العواصم الأوروبية وواشنطن والتي وصفتها موسكو بأنها تشكيلة من الشعارات غير المتماسكة، لا تؤدي إلا إلى جر “الناتو” إلى صراع مباشر مع روسيا.
وكان عدد من وسائل الإعلام الغربية قد أفاد بسماح واشنطن وباريس ولندن لكييف باستخدام صواريخ غربية لضرب أهداف في العمق الروسي.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها صدر مؤخرا نقلا عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم، أن الرئيس جو بايدن سمح لأول مرة لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية بعيدة المدى بينها ATACMS استهدفت قوات كييف الأراضي الروسية بها.
في حين أكد ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل في تصريحات صحفية، أن واشنطن سمحت “بالفعل” لأوكرانيا باستخدام صواريخها البعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء الماضي أن القوات الأوكرانية استهدفت موقعا في مقاطعة بريانسك الروسية الحدودية بستة صواريخ ATACMS أمريكية، وأن الدفاعات الروسية أسقطت خمسة منها وأعطبت السادس الذي أسفر سقوط حطامه عن حريق في المكان، دون وقوع قتلى أو إصابات.
وقال موقع “شوت”، اليوم الخميس إن قوات كييف استهدفت بـ11 صاروخا من طراز “هيمارس” أمريكية الصنع، قصرا تاريخيا يعود لأمراء بارياتينسكي في القرن التاسع عشر بمقاطعة كورسك الروسية، مشيرا إلى تضرر خمس سيارات بجانب المبنى دون وقوع إصابات.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link