بعد سنوات من السطوة.. تحرير المركز الوطني للفنون البصرية في سوريا




ويعتبر هذا المركز أكبر وأحدث مركز تخصصي في الشرق الأوسط، ويمتد على مساحة 1300 متر مربع كصالة عرض تتسع لثلاثة معارض تقام في وقت واحد، وفيه قاعة لورشات مساحتها 900 متر مربع يستطيع أن يعمل فيها ما يقارب 150 فناناً في الوقت ذاته، إلى جانب مسرح كبير ومهيأ بكامل التجهيزات الفنية لإقامة نشاطات ثقافية متنوعة بين الموسيقى والمسرح والفن التشكيلي والسينما والندوات وغيرها.

Sputnik

وكان الهدف من إنشائه إحياء حركة الفن التشكيلي، إلا أن معظم التشكيليين من أساتذة وفنانين آثروا مقاطعته نتيجة السياسة التي كان يتبعها د. غياث الأخرس في اختيار عارضيه، وعدم رضاهم بالأسلوب الفوقي والعنجهي الذي ينظر فيه إلى أعمالهم على حد رأي البعض.
عاد الحق لأصحابه
د. فؤاد دحدوح، عميد كلية الفنون الجميلة، أكد لـ”روسيا اليوم” أن المركز الوطني للفنون البصرية عاد إلى حضن كلية الفنون الجميلة، بعد أن تم اقتطاعه منها بمرسوم جمهوري تحت رقم (123) بتاريخ 3/10/2011، وارتبط بجامعة دمشق بشكل مباشر وفُكّت كل الارتباطات مع الكلية. وتم تعيين د. غياث الأخرس، عميداً للمركز، ليديره وفق أهوائه ورغباته، علماً أن الهدف من إقامته، وأجمع عليه الفنانون الأساتذة في المعهد، هو إرساء أسس الحركة التشكيلية في سوريا وتقديم المنجز الفني التشكيلي لكل الأساتذة والخريجين الذين تناوبوا على التدريس منذ تأسيس الكلية عام 1960 ولغاية الآن، إضافة إلى الطلاب الذين أصبحوا زملاء لنا.

Sputnik

ويضيف د. دحدوح: “الآن وبعد انهيار وسقوط الحكم البائد، تم ضم المركز للكلية، واستعاد موقعه الطبيعي ومكانه الأساسي، وأصبح متاحاً لكل الفنانين التشكيليين في سوريا إقامة معارضهم والاطلاع على تجارب بعضهم الفنية.”
إقطاعية خاصة
ويعلق الفنان التشكيلي منير الشعراوي: “أهم حدث في التحرير وثورة النصر بالنسبة لنا كتشكيليين هو عودة المركز الذي اقتطع عنوة من كلية الفنون الجميلة، وتحول إلى إقطاعية خاصة بالأخرس، الذي كان يقيم المعارض الفنية فيه حسب مزاجه دون مراعاة لتاريخ الكثير ممن لهم بصمتهم في الحركة التشكيلية. وكما نعلم، فإن ميزة هذا المكان أنه أكبر وأحدث مركز تخصصي في الشرق الأوسط، وهو يضاهي بعرض لوحاته ومنحوتاته الصالات العالمية. وطوال مدة وجود الأخرس فيه، لم يستطع أي فنان على خلاف معه أن يدخل هذا المكان. لذا، مبارك علينا التحرير بكل أشكاله.”
تحرير من السطوة
ويؤكد التشكيلي د. عبدالله ونوس أن تحرير المركز من سطوة الأخرس كان أهم إنجاز للكلية، وتكلل باستعادة الكلية له، علماً أنه كان مخصصاً بصالاته وتجهيزاته للكلية، والهدف من تشييده هو الاطلاع على مناهج ومدارس الفن التشكيلي السوري. وعودة هذا الصرح إلى الكلية ستتيح للطلاب هذا الأمر.
الجدير بالذكر أن المركز الوطني للفنون البصرية بدأ عمله في 30 تشرين الثاني من عام 2015 خلال الحرب في سوريا، وكان قد بدأ العمل على تنفيذ مشروع بنائه عام 2008، وانتهى عام 2010، ولكن لم يتم افتتاحه حتى عام 2015 بسبب ظروف الحرب التي كانت تعيشها سوريا.
 
المصدر: RT
 
 

إقرأ المزيد

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment