قبل ستة أشهر فحسب، انعقدت القمة الخامسة والسبعين لحلف شمال الأطلسي في واشنطن، وسط احتفالات كبيرة. وكان من يفكر حتى في انهيار الحلف يُتهم بالجنون. ومن بين “المجانين” اليوم دونالد ترامب.
وفي الصدد، قال المدير العلمي لمعهد الاقتصاد والاستراتيجية العسكرية العالمية بالمدرسة العليا للاقتصاد، دميتري ترينين: “في عهد بايدن، ركزت السياسة الخارجية الأمريكية على نضال الغرب ضد روسيا “الاستبدادية” وضد الصين وإيران وكوريا الشمالية. وكان الهدف هو الحفاظ على الهيمنة الغربية الجماعية، برأي ترامب، كان هذا الأمر مكلفًا وخطيرًا وغير مجدٍ. لقد أصبحت أمريكا مشتتة وضعيفة.
وفي المقابل، اقترح ترامب مسارًا لتعزيز تفوق أمريكا بين القوى الكبرى. إن الحلفاء الذين أنفقت واشنطن مبالغ ضخمة من الموارد لدعمهم يجب أن يصبحوا الآن مصدرا لتعزيز القوة الأمريكية”.
وأين مكان حلف شمال الأطلسي في هذا المسار الجديد؟
لقد تقادم الحلف. وينبغي على الأقل إعادة تنسيقه. ترامب، لا يرى أي تهديد من روسيا. إذا كان الأوروبيون لا يزالون خائفين من الروس، فعليهم أن يساهموا في الدفاع عن أنفسهم وأن يشتروا مزيدًا من الأسلحة الأمريكية.
وقد نشر “مركز التجديد الأمريكي”، وهو مؤسسة فكرية تعمل لمصلحة ترامب، في فبراير/شباط 2023، مقالا حول المستقبل “المثالي” لحلف شمال الأطلسي. وينص تحديدًا على ما يلي:
– التهديد الرئيس لأمريكا هو الصين.
– لا ينبغي لحكومة الولايات المتحدة أن تستبعد إمكانية الانسحاب الكامل من حلف شمال الأطلسي. ويجب على الساسة أن يكونوا مستعدين لاستخدام هذا الخيار، وخاصة إذا لم يتخذ الأعضاء الأوروبيون في الحلف خطوات كبيرة لتحمّل بعض الأعباء”.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب