قد يتجاهل الكثير من الأمريكيين الأخبار حول تفكيك إدارة ترامب لوكالات فيدرالية، أو سياستها القاسية تجاه الهجرة، أو تهديداتها للدول الحليفة. قد تبدو الحياة اليومية بضغوطها الخاصة أكثر إلحاحًا، وقد يعتقد البعض أن فوضى سياسات “جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” لا تؤثر عليهم. لكن هذا الاعتقاد خاطئ.
معظمنا ليس شعبويًا متطرفًا، ولا يؤمن بنظرية المؤامرة التي تزعم أن النخب العالمية تفضل الأجانب على المواطنين. ربما لم يحضر البعض تجمعات ترامب الانتخابية، لكن هذا لا يعني أنهم بمنأى عن تأثيراته.
منذ بداية ولايته، اختبر ترامب حدود السلطة التنفيذية بإيقاف تمويل برامج معتمدة من الكونغرس، وإغلاق برامج المساعدات الخارجية، وفرض رسوم جمركية على الشركاء التجاريين الكبار، وتقييد الهجرة بشكل حاد. حتى لو لم تكن تتلقى تمويلًا حكوميًا أو تعمل في القطاع الفيدرالي، فإن سياساته ستؤثر عليك عاجلًا أم آجلاً.
كما يوضح الفيلسوف الليبرالي تشاندران كوكاثاس في كتابه “الهجرة والحرية”، فإن السيطرة على المهاجرين تتطلب سيطرة على المواطنين أيضًا. كل قانون يُفرض على المهاجرين سيُطبق على المواطنين في نهاية المطاف.
الحرب التجارية التي شنها ترامب ضد المكسيك وكندا والصين ليست استثناء. لاستخلاص المزيد من الأموال من الاقتصادات الأجنبية، سيدفع المستهلكون الأمريكيون المزيد مقابل الواردات. وقد تتعرض الصناعات الأمريكية لرسوم جمركية انتقامية تخفض مبيعاتها. الحكومة الكندية، على سبيل المثال، ركزت إجراءاتها الانتقامية على الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون.
علاوة على ذلك، إذا سمحنا لإدارة ترامب بتجاوز سلطة الكونغرس والدستور في قضية واحدة، فسيشكل ذلك سابقة تسمح لها بتجاوز القوانين في قضايا أخرى قد تؤثر عليك مباشرة.
ومن المفارقات أن قطع المساعدات الخارجية يحرم الولايات المتحدة من إحدى أكثر استراتيجياتها فعالية للحد من الهجرة. برامج مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تساعد في تحسين ظروف الحياة في بلدان المهاجرين، مما يقلل من دافعهم للهجرة إلى الولايات المتحدة.
هجوم ترامب على البيروقراطية الفيدرالية وتمويلها له آثار سلبية واسعة. العمال الفيدراليون، من ضباط إنفاذ القانون إلى موظفي الرعاية الصحية، هم من يديرون برامج الضمان الاجتماعي، وقروض الأعمال الصغيرة، والبنية التحتية. أي تخفيض في التمويل الفيدرالي سيؤثر على الجميع.
في النهاية، سياسات ترامب التي تستهدف الأقليات والمهاجرين والموظفين الفيدراليين لن تجعل أيًا منا في وضع أفضل. منطق “نحن” ضد “هم” يحمل في طياته مخاطر كبيرة على الجميع.
المصدر: Newsweek
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب