إحدى هذه الحالات هي الحمل البطني، حيث يتطور الجنين خارج الرحم داخل تجويف بطن الأم، وهي حالة خطيرة قد تهدد حياة الأم والجنين معا. لكن في بعض الحالات النادرة للغاية، يمتلك الجسم آلية دفاعية غريبة تتمثل في تحويل الجنين الميت إلى ما يعرف بـ”الجنين المتحجر” (أو كما يعرف أيضا باسم حجرالطفل أو جنين متكلس).
وعلى الرغم من أن الجنين المتحجر لا يصبح حجرا فعليا، إلا أن عملية التكلس التي تحدث تحيط بالجنين وتغلفه بالكالسيوم، وهو المعدن الذي يشكل العظام، ما يحمي جسم الأم من التسمم الدموي الخطير (الإنتان). وهذه الظاهرة النادرة تسمى “الجنين المتحجر” (Lithopedion)، وقد تم توثيقها فقط في حالات قليلة جدا عبر التاريخ.
وما يجعل هذه الظاهرة مدهشة هو أن الجنين المتكلس يمكن أن يظل في بطن الأم لسنوات أو حتى عقود، حتى بعد سن اليأس أو في بعض الحالات حتى بعد الوفاة، من دون أن يتم اكتشافه، وقد تتمكن الأم من الحمل وإنجاب أطفال آخرين دون أن تدرك وجود هذا “الطفل المتحجر” في جسدها.
ويعتقد أن “الجنين المتحجر” يحدث في نحو 1.5 إلى 1.8% من حالات الحمل البطني، ولكن لم يتم توثيق عدد كبير من هذه الحالات.
ما هو الحمل البطني؟
الحمل البطني هو شكل من أشكال الحمل خارج الرحم، حيث يلتصق الجنين المخصب في مكان آخر غير الرحم. والشكل الأكثر شيوعا من الحمل خارج الرحم يحدث في قناة فالوب، ولكن يمكن أن يحدث أيضا في المبيض أو عنق الرحم.
وتقريبا 2% من جميع حالات الحمل تكون حملا خارج الرحم، ومن بين هذه الحالات، يقدر أن 0.6 إلى 4% منها هي حالات حمل بطني.
وعلى الرغم من خطورته، وعادة ما لا ينجو الجنين، فإن الحمل البطني يمكن في حالات نادرة أن يفضي إلى ولادة طفل حي، وغالبا ما يولد هذا الطفل قبل موعده.
إحصائيات عن “الطفل المتحجر“
تقدر دراسة في عام 2023 أن هناك 208 مليون حالة حمل تحدث في جميع أنحاء العالم كل عام. وبناء على هذا الرقم، ومع الأخذ في الاعتبار المعدلات المنخفضة للحمل البطني والـ “الطفل المتحجر”، من المتوقع أن يكون هناك حوالي 374 حالة “طفل متحجر” سنويا.
ووفقا لورقة بحثية نشرت عام 2019، تم توثيق أقل من 300 حالة “طفل متحجر” عبر 400 عام من تاريخ البشرية.
وقد تكون هناك حالات لم يتم اكتشافها. وتم العثور على العديد من حالات “الطفل المتحجر” في المقابر القديمة، حيث تعود أقدم حالة معروفة إلى 1100 قبل الميلاد.
جدير بالذكر أنه بفضل التحسينات في معايير الرعاية النسائية والولادة، يعتقد الخبراء أن هذه الظاهرة أصبحت نادرة بشكل متزايد. وأصبح من الأرجح اكتشاف الحمل البطني في وقت مبكر ومعالجته قبل أن يتطور الجنين إلى مرحلة التكلس.
المصدر: ساينس ألرت
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link