الانتخابات الأمريكية لم تعد تشغل بال روسيا. ما السبب؟


نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لم تعد تشغل بال روسيا… بينما كان من المعتاد، قبل عقود، ربط بعض الآمال أو المخاوف بوصول شخصية جديدة إلى البيت الأبيض.

لقد فقد مشهد الانتخابات الأمريكية سحره. واليوم هي عمليًا انتخابات من دون انتخابات. لكن الشيء الأكثر أهمية هو أنها، مهما تكن، لم تعد لها أي أهمية بالنسبة لروسيا، على الأقل من الناحية الاستراتيجية.
فقد أظهرت العملية العسكرية الروسية الخاصة وردة فعل الطبقة السياسية الأمريكية عليها أن “احتواء روسيا”، وفق تعبيرهم، كان على قائمة الأولويات الاستراتيجية الأمريكية لفترة طويلة. بالنسبة لهم فإن “وضع روسيا عند حدها” ليس نزوة، بل هو إحدى قضايا الوجود في العالم الحديث، تماما كما أن مصير أوكرانيا هو مسألة وجود بالنسبة لروسيا.
في الواقع، لم تكن كل المناقشات في سياق الحملة الانتخابية الأمريكية بشأن روسيا تدور حول ما إذا كان ينبغي مصادقة روسيا أو “احتوائها”، بل تركزت على أي من المرشحين قادر على مواجهة روسيا بشكل أكثر فاعلية.
ونتيجة لذلك، فإن الاختلاف في النهج الذي أعلنه المرشحان في التعامل مع القضية الروسية الأوكرانية ليس له أهمية بالنسبة لنا.
أمّا المهم فهو أن تحديد سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا ليس بيد الناخب الأمريكي وحده، ولا حتى الطبقة السياسية الأمريكية، إنما بيد الكرملين، كما تُحدّده طهران وبكين وبيونغ يانغ. في النهاية، يحدد الجندي الروسي في سوجا، وكوبيانسك، ورابوتينو وكوراخوفو الموقف من روسيا. فهو القادر على جعل ثمن مشاركة الولايات المتحدة وحلفائها في هذا الصراع مرتفعًا بشكل غير مقبول.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment