الأمريكيون يستعينون بـ “أنياب ومخالب النمور” للانقضاض على الصينيين


أطلق الأمريكيون الذين كانوا يقاتلون في شبه الجوية الكورية وحلفاؤهم تحت راية الأمم المتحدة على العملية الهجومية اسم الممزق “ريبر”، وكان هدفها التخلص من أكبر عدد ممكن من قوات المتطوعين الصينيين وقوات جيش كوريا الشمالية التي زحفت وقتها واحتلت عاصمة كوريا الجنوبية سيئول وبلدتي هونغتشون الواقعة على بعد 80 كيو مترا شرقها، وتشونتشيون في شمالها بمسافة 24 كيلو مترا.

لم يكن لدى المتطوعين من الجيش الشعبي الصيني أي دبابات، فيما فقدت قوات كوريا الشمالية معظم دباباتها خلال المعارك العنيفة في عام 1950. التهديد الرئيس الذي أراد الأمريكيون التخلص منه يتمثل في هجمات الموجات البشرية الصينية الضخمة التي كانت أضعفت الروح المعنوية للقوات الأمريكية منذ أن تدخل الصينيون في الحرب في أكتوبر 1950.

قرر الجيش الأمريكي رفع معنويات قواته وضرب الروح المعنوية للمتطوعين الصينيين بأساليب الحرب النفسية. افترض القادة الأمريكيون أن الصينيين يتهيبون من النمور والتنين، وبحسب الثقافة الصينية يعد النمر شجاعا وقويا وقاسيا ومرعبا في نفس الوقت، وهو رمز لديهم للقوة والسطوة، ولذلك كان أباطرتهم ونبلائهم يقارنون بالنمور.

استنادا إلى ذلك، صدرت تعليمات لأطقم الدبابات الأمريكية بطلاء دباباتهم برسوم لرؤوس وأنياب ومخالب نمور تتأهب للانقضاض. كان يُعتقد أن ذلك سيبث الرعب في نفوس الصينيين. وبالفعل رُسمت على مقدمة الدبابات الأمريكية من طرازي “إم – 4″ و”باتون إم 46” وجوه تمور بأنياب حادة.

رأى قائد العمليات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية الجنرال ماثيو ريدجواي الذي كان خلف قبل شهر فقط الجنرال دوغلاس ماكارثر، أن استعادة خط العرض 38 سيكون بمثابة “انتصار هائل” للجيش الأمريكي الثامن، وسيتم أيقاف الزحف “الشيوعي”، بحسب تفويض الأمم المتحدة، مؤكدا أن قواته: “لم تنطلق لتغزو الصين”.

القوات العاملة تحت راية الأمم المتحدة كانت في هذه المعركة تحت قيادة الجنرال الأمريكي ماثيو ريدجواي والجنرال الكوري الجنوبي لي هونغ صن. هذه القوات المهاجمة كانت تتألف في معظمها من الجيش الثامن الأمريكي وفرقتي المشاة الأولى والثالثة من كوريا الجنوبية، وتعززها وحدات فلبينية وبريطانية وكندية وأسترالية ونيوزيلاندية، فيما كان يقود قوات كوريا الشمالية تشوي يونج جين وكيم تشانغ دوك، ويقود قوات المتطوعين الصينيين بنغ دهواي.

الهجوم الأمريكي تمكن، بفضل التفوق الساحق في القوة النارية لاسيما من الجو في التقدم، وتم الاستيلاء على بلدة هونغتشون في 15 مارس، وبعد أسبوع في 22 مارس، وجدت القوات الأمريكية وحليفاتها بلدة تشونتشون خاوية، وتبين أن القوات الصينية والكورية الشمالي انسحبت منها إلى الشمال.

خلال عملية “الممزق” قُتل للأمريكيين 672 جنديا علاوة على 41 طيارا، فيما لا توجد أرقام دقيقة للخسائر في صفوف قوات المتطوعين الصينيين وقوات جيش كوريا الشمالية، إلا أن الجيش الأمريكي يقدر خسائر خصومه البشرية خلال القتال بين الأول إلى الخامس عشر من مارس بما يزيد عن 7000 قتيل.

تمكن الأمريكيون من التقدم واحتلال المناطق التي استهدفوها في هذه العملية العسكرية الكبيرة، إلا أنهم فشلوا تماما في تدمير قوات المتطوعين الصينيين الضخمة التي انسحبت في وقت مبكر وتمكنت من تفادي التعرض لضربات قاصمة.  أما رسومات النمور على مقدمة الدبابات الأمريكية فعلى الأرجح أنها رفعت معنويات الأمريكيين أكثر من إخافتها للمقاتلين الصينيين.

 المصدر: RT

 

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment