وتتحرك بعض هذه المجرات بشكل متناغم نتيجة لجاذبيتها المشتركة، بينما تتصارع أخرى في “حرب كونية” تسحب الغاز والنجوم بعيدا عن بعضها بعضا.
وتقع هذه المجرات القزمة على بعد 117 مليون سنة ضوئية فقط من الأرض، وهي مجرات صغيرة وخافتة وغنية بالغازات، ومع ذلك، جميعها تشهد تكون نجوم جديدة، وهو أمر غير معتاد لمجرات قزمة في مجموعة.
وقال كريستيان سابيو، قائد الفريق من جامعة سيئول: “إن هذه المجرات صغيرة، خافتة، وغنية بالغاز، ومع ذلك فإنها تشهد جميعها تشكيل نجوم جديدة، وهو أمر مفاجئ لمجرات قزمة تتواجد ضمن مجموعة.” وأضاف أن ما يميز هذا الاكتشاف بشكل خاص هو الترتيب شبه المثالي لهذه المجرات في السماء، حيث تشكل سلسلة واضحة من “اللؤلؤ الكوني”.
Astronomers have discovered a rare alignment of five dwarf galaxies, located ~ 117 million light-years from Earth, forming a near-perfect “string of cosmic pearls.”
These galaxies, designated D1 through D5, are small, faint, and rich in gas, yet all are actively forming new… pic.twitter.com/K10b9fi1k5
— Erika (@ExploreCosmos_) January 3, 2025
وتم اكتشاف هذه المجرات باستخدام بيانات من “مسح سلوين الرقمي للسماء” (SDSS)، الذي قام برسم خرائط لربع السماء في تفاصيل دقيقة، بالإضافة إلى البيانات التي جمعها العديد من المسوحات الفلكية الأخرى.
وتمثل المجرات القزمة عوالم منخفضة الكتلة ذات تعداد نجمي منخفض، ما يجعلها عادة خافتة من حيث الإضاءة. وكتلة هذه المجرات الخمس مجتمعة تقدر بنحو 60.2 مليار ضعف كتلة الشمس، وهو رقم صغير جدا بالمقارنة مع مجرتنا، درب التبانة، التي تقدر كتلتها بنحو 1.5 تريليون ضعف كتلة الشمس.
وأكبر هذه المجرات D2 تمتلك كتلة تعادل 275 مليون شمس، بينما أصغرها، المسماة D4، كتلتها لا تتجاوز 14.7 مليون كتلة شمسية. وعلى الرغم من أن هذه المجرات تتشابه في العديد من الخصائص التي تتمتع بها المجرات القزمة بشكل عام، مثل صغر الحجم، الخفوت في اللمعان، واحتوائها على غازات بكميات كبيرة. ولكن في الوقت نفسه، تعتبر هذه المجرات استثناءً ملحوظًا في حالتها الخاصة من حيث تجمعها معًا في هذا الترتيب المتناغم.
ومن النادر جدا أن تتجمع مجرات قزمة معا بهذه الطريقة؛ حيث لا توجد سوى نسبة أقل من 5% من المجرات القزمة التي تجد رفقة قريبة، والفرصة في العثور على خمس مجرات قزمة متجمعة مثل هذه تبلغ أقل من 0.004%.
ويقول سابيو: “هذا الترتيب الغريب يثير تساؤلا: هل هذا التنسيق مجرد صدفة، أم أنه يشير إلى علاقة أعمق مرتبطة بتكوين هذه المجرات وتطورها؟”.
ويضيف أنه من المثير للاهتمام أن ثلاث من هذه المجرات، D1 وD2 وD5، تشترك في نفس اتجاه الدوران، ما يزيد من تميز هذا الترتيب.
وأشار سابيو: “إنه كما لو أن هذه المجرات تؤدي رقصا كونيا متزامنا. ويمكن أن يوفر هذا أدلة قيمة حول أصولها المشتركة أو دور بيئتها في تشكيل حركاتها”.
وتتفاعل مجرتان من هذه المجرات بشكل نشط في “حرب كونية” حيث تسحب جاذبيتها المادة من بعضها بعضا، مكونة “ذيولا مدية” (تيارات طويلة ورفيعة من النجوم والغاز تمتد في الفضاء نتيجة قوى الجاذبية) مرئية.
وهذه التفاعلات غالبا ما تحفز انفجارات تكون النجوم وقد تغير شكل المجرة بشكل كبير مع مرور الوقت، بحسب سابيو.
نشرت نتائج هذا الاكتشاف في مجلة The Astrophysical Journal Letters.
المصدر: سبيس
إقرأ المزيد
اكتشاف قد يغير مفاهيمنا عن التوسع الكوني
قدّم علماء جامعة كانتربري في نيوزيلندا نظرية جديدة تدحض اعتقادا شائعا عن الطاقة المظلمة (قوة غامضة تعمل ضد الجاذبية)، التي لطالما اعتُقد أنها مسؤولة عن التوسع المتسارع للكون.
رصد “وحش ضخم” يلتهم جزءا كبيرا من مجرته!
اكتشف علماء الفلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) ثقبا أسود ضخما يبدو أنه وصل إلى حالة من السبات بعد أن ابتلع كمية هائلة من المادة من المجرة التي يقطنها.
Source link