قال ترامب إنه يميل إلى التوصل لاتفاق نووي مع طهران. ويمكن للإيرانيين أن يرحبوا بتصريحات الزعيم الأمريكي بوصفها دعوة إلى السلام. ولكن من خلال ردة الفعل، يبدو أن الجانب الإيراني ارتبك ليس بسبب محتوى رسالة ترامب المهدئة، بل بسبب الطريقة التي تم بها إيصالها. ففي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، قال الرئيس الأمريكي إنه يفضل التوصل إلى اتفاق على البديل المتمثل بـ”قصف” إيران وإرسالها “إلى جهنم”.
وقبل ذلك، وقّع ترامب على مرسوم رئاسي يقضي باستعادة واشنطن سياسة الضغوط القصوى على إيران.
على مدى السنوات القليلة الماضية، أثبتت إيران قدرتها النسبية على الصمود. ويواصل الإيرانيون نهجهم في دعم القوى الموالية لهم في الشرق الأوسط. والآن، في واقع الأمر، فإن إيران وحدها هي التي تعارض إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة، وتكتسب نفوذا حتى في العالم العربي السُنّي.
ومما يلاحظ اليوم تعذّر تنفيذ أي مبادرة لإقامة مشاريع وطرق نقل ولوجستيات جديدة في ظل زعزعة الاستقرار في إيران. من الصعب أن نتخيل أي شركة تأمين قد ترغب في ضمان تدفقات التجارة غير المستقرة بسبب خطر الهجوم المستمر.
إن الوضع السياسي في إيران، إذا تطورت الأحداث بشكل سلبي، قادر على هدم بنية الأمن الدولي برمتها..
علاوة على ذلك، فإن معظم القواعد والمرافق الأمريكية في منطقة الخليج تقع تحت مرمى القوات الإيرانية.
ولعلّ من التهوّر تجاهل حقيقة أن إيران شريك وحليف استراتيجي لروسيا والصين والهند، وهو ما يعني أن هذه الدول ستدافع عن مصالحها.
وبناء على ذلك، فسوف يتعين على الولايات المتحدة، التي أصبحت عاجزة عن تهدئة إيران، أن تتعلم كيفية التحدث مع طهران.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب