رافق الذهب مسيرة النجم محمد صلاح مع ليفربول الإنجليزي إلا أنه عانده مع المنتخب المصري مرارا وتكرارا، ومع ذلك فلم يتخل “مو” أبدا عن أحلامه مع “الفراعنة”.
ويأمل صلاح في قيادة المصريين للظفر بالنجمة الثامنة في كأس أمم إفريقيا التي تنطلق السبت المقبل في كوت ديفوار.
وفاز صلاح بكل شيء تقريبا مع ليفربول، لكن السيناريو كان مختلفا تماما مع المنتخب المصري.
والأسوأ من ذلك أن أفضل لاعب إفريقي في العامين 2017 و2018 خسر نهائي كأس الأمم الإفريقية مرتين (2017 و2022)، والمواجهة الفاصلة إلى كأس العالم 2022.
وقال صلاح الذي خاض نهائيات كأس العالم الوحيدة التي شارك فيها مصابا في عام 2018 “أريد الفوز في هذه المسابقة (كأس إفريقيا في كوت ديفوار). كنا قريبين مرتين لكن هذه النسخة (في كزت ديفوار) أريد مساعدة مصر على رفع اللقب”.
وتابع “أنا سعيد للعب في هذه الدورة الإفريقية الرائعة وأنا تواق مع زملائي لتحقيق النجاح”.
وأضاف اللاعب المميز “نعرف أن شوارع القاهرة، الاسكندرية وباقي المدن والقرى ستكون خالية عندما نلعب في كوت ديفوار”.
وتعود الذكرى السيئة الأولى لصلاح في البطولة القارية المرموقة إلى عام 2017 التي استضافتها الغابون. وفيما كان “الفراعنة” في طريقهم لإحراز اللقب الثامن من خلال التقدم 1-0 على الكاميرون في النهائي بهدف محمد النني بتمريرة حاسمة من صلاح، رد المنتخب الكاميروني بقلب النتيجة إلى 2-1.
وفي العام التالي، وفيما كان صلاح الذي بدأ مسيرته في صفوف نادي المقاولون العرب يستعد لخوض موندياله الأول والثالث في تاريخ مصر، بعد 1934 و1990، تعرض لإصابة قوية بكتفه تسبب بها مدافع ريال مدريد الإسباني آنذاك سيرخيو راموس بعد 30 دقيقة من انطلاق المباراة النهائية لدوري الابطال، والتي خسرها ليفربول أمام الريال 1-3.
– السقوط في الديار –
غاب الفرعون المصري عن المباراة الأولى لمنتخب مصر في مونديال روسيا والتي خسرها منتخب بلده أمام أوروغواي 0-1.
وعمل الجهاز الفني والطبي بكل ثقلهم من أجل إعادته، وتمكن صلاح من خوض المباراتين التاليتين ولكن بظروف غير مثالية. وعلى الرغم من أنه سجل هدفي مصر الوحيدين في النسخة تلك، لكنه خسر مجددا أمام روسيا المضيفة 1-3، والسعودية 1-2.
مصر، التي تحمل الرقم القياسي بعدد ألقاب البطولة الإفريقية (7) لا تزال من دون أي فوز في جميع مبارياتها بكأس العالم.
وابتسم العام 2019 لصلاح إذ فاز مع ليفربول بلقب دوري الأبطال على حساب توتنهام في النهائي 2-0، حيث افتتح النجم المصري التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية. وذاك العام، استضافت مصر نهائيات كأس أمم إفريقيا.
وكان معلوما أن مصر تحمل سجلا ناصعا عندما تستضيف النهائيات القارية بعد أن فازت ثلاث مرات من أصل 4 في أعوام 1959، 1986 و2006 (خرجت من الدور نصف النهائي لنسخة 1974).
ولكن بعد إتمام الدور الأول بأفضل طريقة ممكنة من خلال ثلاثة انتصارات من بينها هدفان لصلاح، تعرض الفراعنة لخسارة مذلة أمام جنوب إفريقيا 0-1 في الدور ثمن النهائي لكأس أمم إفريقيا 2019.
– لعنة ركلات الجزاء-
مطلع 2022 في النسخة التي استضافتها الكاميرون، ظن الجميع أن صلاح بات قريبا من فك عقدته في “القارة السمراء”. إذ قاد منتخب بلاده إلى النهائي مرة أخرى بعد تخطي الكاميرون 3-1 بركلات الترجيح إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
إلا أن صلاح تعثر من جديد على بعد أمتار قليلة من اللقب، إثر الخسارة أمام السنغال في النهائي 2-4 بركلات الترجيح. ذهبت أحلام صلاح أدراج الرياح، فلم يتسن له حتى تنفيذ ركلته، فاكتفى بالنظر إلى زميله في ليفربول آنذاك ساديو مانيه يرفع الكأس القارية.
ومني صلاح مرة أخرى بخيبة جديدة أمام الخصم ذاته، بعد أن حرمت السنغال، مصر، من التأهل إلى كأس العالم 2022 بالفوز عليها في مباراة الإياب من الدور الثالث للتصفيات 3-1 بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بفوز السنغال 1-0 (على غرار نتيجة الذهاب التي فازت بها مصر)، لكن صلاح هذه المرة اضاع ركلته الترجيحية!.
صلاح الذي سيغيب عن مشوار ليفربول طوال فترة إقامة كأس إفريقيا في الدوري الإنجليزي، حيث يتصدر فريقه ترتيب المسابقة وسط صراع شديد، سيأمل أن تكون “الثالثة ثابتة” قاريا وإحراز لقبه القاري الأول. أمر سيُنظر إليه بعين كبيرة كإنجاز تاريخي لصلاح.
المصدر: وكالات