هل الصين صديقة أم شريكة أم منافسة لروسيا؟


في بداية سبتمبر/أيلول، أصبح معلومًا أن البنوك الصينية بدأت ترفض قبول الأموال القادمة من روسيا، بل وحتى إذا أتت من غير مكان وكانت أسماء روسية مذكورة في مستندات الدفع. تعمل المنظمات المالية في الصين على تأمين نفسها من العقوبات الثانوية المحتملة.

تلتزم الصين بالعقوبات المفروضة على روسيا لأنها تفيدها، حيث بلغ حجم التبادل التجاري للصين مع الولايات المتحدة في العام 2023 (664 مليار دولار)، ومع الاتحاد الأوروبي 782.9 مليار دولار، ومع روسيا 240 مليار دولار في العام نفسه. وبما أن “الرفاق” الصينيين، عند بناء العلاقات مع الدول الأخرى، لا ينطلقون من اعتبارات أيديولوجية، بل من اعتبارات اقتصادية وعملية، فإن الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وأوروبا أهم بكثير بالنسبة لهم من الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا.

روسيا، لن تذهب إلى أي مكان. تدرك بكين جيدًا أن للعلاقات مع الصين، بالنسبة لروسيا، في سياق المواجهة مع الغرب، أهمية استراتيجية. ففي العام 2023، وفقًا للبيانات الرسمية وحدها، كانت حصة الصين 32 % من التجارة الروسية الخارجية.

وعلى طول الخط، يجني رجال الأعمال الصينيون الأموال من الصراع العسكري في أوكرانيا، فيبيعون المنتجات ذات الاستخدام المزدوج لكلا طرفي الصراع ويعززون نفوذهم في آسيا الوسطى. وبالتالي فإن إضعاف روسيا لن يصب إلا في مصلحة “الرفاق” الصينيين.

تاريخيًا، لم تكن روسيا والصين حليفتين أو صديقتين أبدًا، ومع الأخذ في الاعتبار الحقائق المذكورة أعلاه، لا يوجد سبب لافتراض أن جمهورية الصين الشعبية تعد موسكو اليوم صديقًا. في أحسن الأحوال، ترى فيها شريكا تجاريا، بل منافسًا يمكن أن يُطعنَ في الظهر في أول فرصة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment