نحن في حرب لا نملك فيها الأفضلية!


قبل إقالته في 8 فبراير عرض القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني، استراتيجيته لمواجهة التحديات التي تعيق تقدم بلاده عسكريا. فاليري زالوجني – CNN

ليس هناك تحدٍ أعظم يواجه القائد العسكري، في رأيي، من فهم كيف تتشكل كل حرب بشكل مختلف في الوقت المناسب، من حيث التقدم التكنولوجي الذي يحدد تطور الأسلحة والمعدات، ومن حيث الظروف السياسية في الداخل والخارج، وكذلك البيئة الاقتصادية.

تتطور أنظمة الأسلحة غير المأهولة بوتيرة مذهلة، ويتسع نطاق تطبيقاتها أكثر من أي وقت مضى. وهي توفر أفضل وسيلة لأوكرانيا لتجنب الانجرار إلى حرب موضعية، حيث لا نمتلك الأفضلية.

ولكن في حين أن التمكن من مثل هذه التقنيات أمر أساسي، فإنه ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على الاستراتيجية الحالية. ويتعين علينا أن نتعامل مع انخفاض الدعم العسكري من جانب الحلفاء الرئيسيين، وأن نتصارع مع التوترات السياسية الخاصة بهم. لقد استنفدت مخزونات شركائنا من الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي الاعتراضية وذخيرة المدفعية، وذلك بسبب استمرار الحرب وبسبب النقص العالمي في شحنات الوقود.

إن ضعف نظام العقوبات الدولية يعني أن روسيا، بالشراكة مع دول معينة، لا تزال قادرة على نشر مجمعها الصناعي العسكري لخوض حرب استنزاف ضدنا. كما أنها قادرة على تعبئة الموارد البشرية، بينما لا تستطيع مؤسسات الدولة في أوكرانيا ذلك.

ومازلنا عاجزين بسبب عيوب الإطار التنظيمي في بلادنا، فضلا عن الاحتكار الجزئي لصناعة الدفاع. ويؤدي ذلك إلى اختناقات في إنتاج الذخيرة، على سبيل المثال، مما يزيد من تعميق اعتماد أوكرانيا على حلفائها للحصول على الإمدادات.

إذا أردنا النصر يجب علينا أن نجد طرقًا جديدة وقدرات جديدة لمساعدتنا في اكتساب ميزة على الخصم. ولعل الأولوية هنا هي تأمين ترسانة كاملة من الوسائل التكنولوجية الرخيصة والفعاّلة.

تسمح هذه الأصول بالفعل للقادة بمراقبة الوضع في ساحة المعركة، ليلاً ونهارًا، وفي جميع الظروف الجوية. كما أنها توفر معلومات استخباراتية دون توقف. وباختصار، علينا التخلي عن التفكير النمطي الذي عفا عليه الزمن.

إن التحكم عن بعد بهذه الأصول يعني عددًا أقل من الجنود المعرضين للأذى، وبالتالي تقليل مستوى الخسائر البشرية. فهو يوفر الفرصة لتقليل الاعتماد على العتاد الثقيل في المهام القتالية.

ولهذا تحتاج أنظمة الدفاع إلى التحسين المستمر، لا سيما أن خصمنا يجيد استخدام التكنولوجيا الجديدة. ولا يمكن أبدا الاستهانة بالتحدي الذي تواجهه قواتنا المسلحة. ونحن نمتلك القدرات اللازمة لضمان وجود الدولة، لكن لابد من الحصول على أحدث القدرات القتالية كي نستطيع الصمود.

المصدر: CNN

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment