نتنياهو يعرقل عمل وزير دفاعه في واشنطن


الإعلام العبري: ربما تفشل مهمة وزير الدفاع الإسرائيلي في واشنطن بسبب تعليمات نتنياهو! فما هي التفاصيل؟ توفا هرتزل، أول سفيرة إسرائيلية لدول البلطيق، تايمز أوف إسرائيل

كنت أعمل في السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة، وأستطيع أن أخبركم بمدى استحالة قيام السلك الدبلوماسي بعمله عندما يكون غير مقرب من قادة الدولة التي أرسلته. حيث يتم تحديد أهمية السفارة والبعثة الدبلوماسية بمستوى اتصالاتها في البلد الذي تخدم فيه وبمستوى قربها من قيادة البلد الذي أرسلها.

ولكن يمكن تقويض هذه الأهمية بغمضة عين، كما يحدث الآن، مع تعليمات رئيس الوزراء نتنياهو للسفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدم التعاون مع وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس.

ينسب المحللون تعليمات نتنياهو للعلاقات المتوترة بينه وبين وزير دفاعه. لكن المشكلة الآن تكمن في موقف الموظفين المحرجين من تعليمات نتنياهو، ومهمة وزير الدفاع في واشنطن.

عند تجريد الوزير غانتس من المعلومات المهمة التي يحتاجها لعقد اجتماعات مع مشرعين أو نواب أو حتى رؤساء تصبح مهمته عديمة الفائدة. وذلك لأن جزءا من دور الدبلوماسي هو التحضير لاجتماعات مع كبار الشخصيات الزائرة وتقديم التقارير لبلده. وفي واشنطن، التي يعتبر الوقت فيها سلعة نادرة، عليك أن تكون مزودا بالمعلومات والمعرفة الكافية لتثبت أنك على صلة بما يجري.

وأي وزير، مهما كان حكيما، لا يستطيع أن يكون مطلعا على تفاصيل كل المواضيع المطروحة، أو أن يعرف بدقة كيفية التعامل مع محاور محلي. ولهذا السبب، تمتلك السفارة موظفين مطلعين مهمتهم جمع المعلومات وإحاطة الزائر، وبالتالي ضمان الاستخدام الفعال للزيارة. فمن سيقوم بهذه المهام خلال زيارة غانتس؟ مسؤولون أمريكيون؟ أم منظمات يهودية؟

من المقرر عقد اجتماع مع نائبة الرئيس كامالا هاريس. وسواء كان الرئيس بايدن سيكون في الأرجاء أم لا، فمن المؤكد أن غانتس سيعقد اجتماعات مهمة. وسيتعين على السفارة المحرجة أن تبحث عن فتات من المعلومات عنهم، ربما من حاشية الزائر، أو ربما من محاوريه الأمريكيين.

ومن المفترض أن غانتس سيخبر نتنياهو بما تم مناقشته، وأن القرارات ستتم متابعتها مع اللاعبين الأمريكيين المعنيين. ولكن من سيحصل على معلومات غير مباشرة، إذا حصل ذلك على الإطلاق؟

إن توجيه المبعوثين، الذين تم إرسالهم إلى الخارج بسبب مهاراتهم المهنية، لعدم مساعدة وزير الدفاع يعتبر إذلالا لهم وضرراً جانبياً للوضع السياسي.

إنني أرى في أوامر نتنياهو تقويضا لمكانة السفارة الأكثر أهمية في إسرائيل وأذى متعمدا لقدرتها على العمل بشكل صحيح في وقت يتسم بتحديات غير مسبوقة.  

لقد بدأ نتنياهو صعوده إلى القمة كنائب للسفير في واشنطن. هل نسي مدى أهمية أن تكون السفارة مطلعة أم أنه يتذكر ولا يهتم؟

المصدر: تايمز أوف إسرائيل

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment