Gettyimages.ru
فند دكتور العلوم الفلسفية سهيل فرح، الفرق بين العقلية الروسية والغربية، وحدد برأيه مرتكزات الهوية الحضارية الروسية.
وفي حديث إلى برنامج “أبعاد روسية” عبر RT عربية، لفت فرح وهو أستاذ فلسفة الحضارة في الجامعة اللبنانية، إلى أن “مشكلة الهوية هي واحدة من أكثر المشاكل تعقيدا على هذا الكوكب، وفي الوقت نفسه هي مشكلة غاية في التعقيد على المستوى الروسي الداخلي”، مبينا أن “روسيا في فترة معينة بعد أن طلقت الأيدلوجية الماركسية في الحقبة السوفيتية طُرح خطاب ما في روسيا أنه يجب أن نعيش خارج إطار الإيديولوجيا، وأن يترك العقل الروسي يعمل على ذاته لتحقيق هويته”، وهنا حسب فرح “وقعنا بشكل ما في نوع من الفوضى لأنه هناك مرتكزات أساسية للهوية الحضارية الروسية يجب ليس فقط التمسك بها بل والارتكاز عليها وتجديدها. مثلا القيم التقليدية المتجذرة بالمقارنة مع الغرب”.
أوضح فرح “الفرق بين العقلية الروسية والعقلية الغربية وقال:” العقلية الروسية مرتكزة على الجماعية ضد الفردانية الغربية. القيم.. عند روسيا تعطى أولوية للبعد الروحي على البعد المادي، بخلاف الغرب الذي يعطي أولوية للبعد المادي على البعد الروحي.. الارتكاز في الغرب على الحياة الدنيا وليس الرجاء بعالم آخر، بينما البعد الميثولوجي حاضر عند روسيا”، مضيفا: “هذه الحضارة التي عمرها أكثر من ألف سنة، هذه الحضارة الشابة أنتجت فنا تشكيليا، أدبا، فلسفة علوما، وأنتجت مجموعة كبيرة جدا من القيم المادية والثقافية، وهي التي تشكل أساسيات هذه الهوية وعلى النخب الفكرية والسياسية والاقتصادية أن تحافظ عليها لكي تبقى لروسيا هويتها الخاصة بها”.
وشدد على أنه “علينا أن لا نقع في مشكلة من نوع آخر، بمعنى أن لا نقع شرنقة أو دهاليز الهوية والإديولوجية الضيقة لأنها قد تؤدي إلى انعزال روسيا عن التناغم المفروض مع الآخر ما بين الهوية الحضارية الذاتية والهوية الإنسانية العامة الكوكبية”.
المصدر: RT
Source link