لماذا يدمّر ترامب النظام العالمي القديم؟


 

تستمر إدارة دونالد ترامب في الانسحاب بشكل متواتر من المنظمات الدولية. ففي أعقاب منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ، انسحبت الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، وتوقفت عن تمويل الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، وحتى أوقفت التعاون في مجال الأرصاد الجوية. ورفض وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حضور قمة مجموعة العشرين بزعم أنها “تعزز العداء لأمريكا”.

يرى رئيس هيئة رئاسة مجلس السياسة الخارجية والدفاعية، فيودور لوكيانوف، أن المسار الولايات المتحدة نحو الانسحاب من المنظمات العالمية “غير الضرورية” هو خطوة أخرى من جانب فريق ترامب باتجاه تدمير النظام الذي لا يخدم مصالح واشنطن. وفي الصدد، قال: “السيد الجديد للبيت الأبيض سوف يعمل في المقابل على تعزيز حصن أمريكا، وهذا يعني أن الولايات المتحدة ستكون بالتأكيد الحاكمة لأمريكا الشمالية، ويفضل أن تكون حاكمة نصف الكرة الغربي بأكمله. ومن هنا جاءت هذه الرغبة في الحصول على غرينلاند وكندا وقناة بنما”.

لكن من الغريب أن سياسة واشنطن تفتح فرصًا جديدة أمام خصوم الولايات المتحدة. على سبيل المثال، بالنسبة للصين نفسها. فـ “بعد انسحاب الأمريكيين من منظمة الصحة العالمية بشكل ظاهري، ستصبح الصين “الممول” الرئيس للصحة العالمية، ونفوذها سوف يتزايد باضطراد”، بحسب الباحث في الشؤون الصينية نيكولاي فافيلوف.

وسوف تحظى روسيا أيضًا بفرص جديدة. السؤال هو كيفية استخدامها بحكمة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment