لماذا ترفض كندا بيع الأسلحة لإسرائيل؟


RT

الإعلام العبري: إن قرار الحكومة الكندية بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل يعزز نفس النوع من المشاعر المعادية لليهود التي كانت لديها في الأربعينيات. تشافي فيلمان – تايمز أوف إسرائيل

كانت الظروف جيدة جدًا في السنوات التي أعقبت المحرقة لليهود في كندا. لقد عملوا بجد، وأبقوا رؤوسهم منخفضة، واندمجوا في المجتمع مع الحفاظ على إيمانهم. لقد تخلوا عن وضعهم كلاجئين في أسرع وقت ممكن، وقاموا ببناء المدارس والمعابد اليهودية والمراكز الثقافية والمكتبات والمتاجر والمطاعم، ونجحوا في تربية عائلات يهودية فخورة في أعقاب المحرقة.

لم تكن اللا سامية واضحة في ذلك الوقت. بالتأكيد، كانت هناك حوادث معزولة، لكنها قليلة ومتباعدة. عندما كنت فتاة صغيرة، كنت أمشي لمدة 25 دقيقة كل يوم سبت لأذهب وأعود مع عائلتي، كان كل من يمر بجانبنا يتمنى لنا يومًا سعيدًا. ولم يكن لدى المدارس والمعابد اليهودية رجال شرطة أو أفراد أمن خاص يحرسون كل المداخل والمخارج كما هي الحال الآن.

ولكنني شعرت بتصاعد المشاعر المضادة لليهود في عام 1994، حين طاردتني سيارة بينما كنت عائدة من الصلاة، وأطلقت الشاحنة أبواقا مزعجة ونعتني راكبوها “باليهودية القذرة”.

كان ذلك في كندا، بعد عقود من الهولوكوست. وبعد هذه الحادثة قررنا أنا وزوجي الهجرة. وفي الحقيقية أنا سعيد لأن أجدادي لم يكونوا على قيد الحياة ليروا ما سيحدث لهذا العالم؛ ما حدث لكندا التي عرضت عليهم على مضض ملاذًا آمنًا في ذلك الوقت. من المؤكد أنها ليست نفس كندا التي نشأت فيها والتي أحببتها حقًا. سيكونون منزعجين ومرعوبين لرؤية نفس النوع من الكراهية اليهودية التي كانت موجودة في أوروبا في الثلاثينيات تتصاعد مرة أخرى.

إن قرار الحكومة الكندية الحالية بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل يعزز نفس النوع من المشاعر المعادية لليهود التي كانت لديها في الأربعينيات. كما أنه يشير فعليًا، علنًا وسياسيًا، إلى أنهم لم يعودوا يعترفون بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

إن الإعلان عن عدم رغبتهم في مد يد العون لحليفهم والديمقراطية الوحيدة في المنطقة هو في الأساس انحياز إلى جانب الشر. وآمل أن يتمكنوا من التراجع عن ذلك وتغيير مسارهم حتى يتمكنوا من إعادة كندا إلى البقاء على الجانب الصحيح من التاريخ.

وإذا رفضت كندا وبقية العالم التعلم من قصص الماضي ودروسه، فما هو نوع المستقبل الذي ينتظر شعبنا؟

المصدر: تايمز أوف إسرائيل

 

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment