لماذا أوقف ترامب إجراءات الأمن الخاصة بمسؤولين كبار؟


لقد حقق الرئيس انتصارات كبيرة من خلال تصريحاته في خطاب التنصيب للحشد في دافوس. وكان من أهم هذه التصريحات هو إعلانه عن الهدف المشترك لدول حلف شمال الأطلسي في تخصيص ميزانيات دفاعية بنسبة 5% من ناتجها الإجمالي المحلي.

وتعني زيادة الإنفاق الدفاعي في الولايات المتحدة إنفاق 1.45 تريليون دولار على الأمن القومي والجيش مقارنة بالمستوى الحالي البالغ 886 مليار دولار. ويتعين علينا أن نفعل هذا لحماية أنفسنا من التهديد المتمثل في تحالف خصومنا: الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.

لكن إيران هي الطرف الأكثر خطورة بينهم، وهناك مزاعم بمحاولتها قتل الأمريكيين في وطنهم، بما في ذلك الرئيس نفسه، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والمبعوث الخاص السابق لإيران برايان هوك وآخرون. وينبغي أن يتمتع كل من هم على قائمة أهداف إيران بحماية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

لكن الرئيس ووزير خارجيته الجديد ماركو روبيو أنهيا إجراءات الأمن الخاصة ببومبيو إضافة إلى أشخاص آخرين دون تقديم الأسباب الموجبة. وقد أصاب هذا القرار أنصار الرئيس وعديد من أعضاء مجلس الشيوخ بالذهول؛ إذ أن التهديد الإيراني ضد بومبيو وهوك وآخرين لم ينته بعد. والقرار بتجريد الأمريكيين المستهدفين من الأمن قد يكون أضعف قرار للرئيس ترامب، ولحظة حاسمة إذا نجح الإيرانيون في استهداف أحد كبار المسؤولين. 

وإذا نجح الحرس الثوري الإيراني في تحقيق أيٍ من أهدافه، فإن ردنا سيكون الحرب لأنه ببساطة لا يجوز للدول الأجنبية مهاجمة وطننا أو مسؤولينا السابقين. وينطبق نفس المعيار على الرئيس السابق جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية كيري، على الرغم من أنه من غير المعروف إذا كانوا على قائمة إيران للاغتيالات.

ولكن ما هي التفاصيل المتعلقة بقائمة المطلوبين؟

لقد أدلى جو كينت، الذي يشغل الآن منصب رئيس هيئة الأركان في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، والذي من المقرر أن يتولى قيادة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، بشهادته يوم الجمعة في جلسة سرية. وقد أجاب كينت على الفور بـ “نعم” عندما سأله السيناتور توم كوتون، جمهوري من ولاية أركنساس، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، عما إذا كان كينت يرغب في توفير الأمن لنفسه أو لأسرته.

وعندما اتخذ ترامب ووزير خارجيته قرار تجريد المستهدفين من الحماية الأمنية الخاصة لم يكن أي منهما على إحاطة بشأن التهديدات المستمرة والمحددة. والشخص الذي قدم لهما هذه التوصية لم يخدمهما أبدا. وأنا متأكد لو حصل الرئيس أو وزير الخارجية على الإحاطة الكافية بالتهديدات لما اتخذا هذا الإجراء.

ولا يزال الإيرانيون يريدون قتل الرئيس ترامب وكل من شارك في قرار اغتيال قاسم سليماني في العراق في 3 يناير 2020. ومنذ ذلك الحين حاولت إيران أكثر من مرة القضاء على أشخاص على قائمة الانتقام لسليماني.

إن رفع الغطاء الأمني الخاص عن المستهدفين من شأنه أن يسهّل المهمة على إيران. وإذا تم اغتيال أي هدف ذي مكانة سياسية رفيعة فإن هذا سيشوه سمعة الرئيس ووزير الخارجية. وسيتبع ذلك حربا على إيران، لكن لماذا نجر أنفسنا إلى الحرب بدلا من تعزيز أمن المستهدفين؟

لقد زعم بعضهم أن المواطنين العاديين يجب أن يدفعوا ثمن أمنهم الخاص، وهذا تعليق غبي ومناهض لترامب. وعلاوة على ذلك، فإن “الأمن الخاص” أقل بكثير مما توفره حكومتنا لأن “الأمن الخاص” لا يعرف ما الذي سيحدث للهدف. أما وكالات الاستخبارات لدينا فتقدّم تفاصيل الأمن الفيدرالية بما يجري ولا تخبر الحراس المسلحين الخاصين.

والخلاصة أنه ينبغي أن لا يقوم ترامب بخفض المعيار الأمني لأنه بالتأكيد لا يريد أن تتم مهاجمة بومبيو أو غيره، أو أن تجر أمريكا إلى حرب، أو أن يُنظر إليها على أنها ضعيفة أو غير مستنيرة.

المصدر: فوكس نيوز

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment