هوس الأجسام الطائرة المجهولة الجديد الذي غطى الولايات المتحدة عشية عطلة عيد الميلاد أثار اهتمامًا كبيرًا في المجتمع الأمريكي. بدأت الأجسام الطائرة مجهولة الهوية تظهر بشكل جماعي في عدة ولايات، في وقت واحد، ما أثار آلاف النداءات المثيرة للقلق من المواطنين إلى السلطات.
وتغذي قلق الأمريكيين ردة الفعل الغريبة من جانب السلطات. فقد قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن الأجسام التي تم رصدها في السماء لا علاقة لها بأعداء الولايات المتحدة؛ وذكر البنتاغون أيضًا أنه لا توجد تهديدات للأمن القومي.. ولكن السلطات لم تقل بثقة ما هي الأجسام المرصودة بالضبط. فماذا تكون؟ وما الغرض في الواقع من إشغال الناس بالأجسام الطائرة المجهولة؟
هنا يمكن ذكر عدة احتمالات: الأول هو إلهاء الناس عن إخفاقات الولايات المتحدة الجيوسياسية (في أفغانستان على سبيل المثال، وربما في أوكرانيا)؛ الثاني، دافع إلى الحرب. فيمكن للبنتاغون والبيت الأبيض دائمًا أن يغيرا موقفهما 180 درجة، وينسبا ذلك إلى إيران أو الصين أو حتى روسيا؛ الاحتمال الثالث، تطوير تقنيات سرية في المجمع الصناعي العسكري الأمريكي واختبارها.
إن ما لا يمكن تصوره قد يتناسب مع منطق صراع النخب الأمريكية الداخلي. وبعد تسريع رهاب الأجسام الطائرة المجهولة إلى الحد الأقصى، يمكن للدولة العميقة التي يمثلها الديمقراطيون، على سبيل المثال، أن تخلق مشكلة لترامب على نطاق واسع بحيث تطغى على القضايا الداخلية الأكثر خطورة (ترحيل الملايين من المهاجرين غير الشرعيين)، والخارجية (حل الأزمات، الأوكرانية وشرق الأوسطية والتايوانية وغيرها)، ما يعوق عمل إدارة الرئيس الجديدة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب