كيف سترد إسرائيل والولايات المتحدة على الصواريخ الإيرانية؟


في الأول من أكتوبر، أطلقت إيران 181 صاروخا باليستيا على دولة إسرائيل ردا على مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في الأسبوع السابق، كما قالت الحكومة. ولكن الهجوم لم يترك أثرا عل الدولة اليهودية، ولم يسفر سوى عن مقتل فلسطيني واحد كان في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ.

وتعهدت إسرائيل بالرد على إيران على الهجوم، كما فعلت في أبريل. ولا تزال طبيعة هذا الرد وتوقيته غير واضحين حتى كتابة هذه السطور، ولكن وفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز، “أعد الجيش الإيراني أيضا مئات الصواريخ لإطلاقها من الحدود الغربية في حالة قيام إسرائيل أو حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، بالرد، كما قال عضوان في الحرس الثوري الإيراني مطلعان على التخطيط. 

إن التهديدات الصادرة عن طهران ليست بالأمر الجديد، وقد استمرت إسرائيل في تكبيد إيران المزيد من الإذلال، بما في ذلك القضاء على شخصيات بارزة في الحرس الثوري في دمشق، واغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، والموجة الأخيرة من الهجمات الإسرائيلية التي قضت على صفوف حزب الله العليا. وتنذر عملية التطهير الإسرائيلية المستمرة داخل لبنان بوقوع المزيد من الضحايا في صفوف أهم وكلاء إيران.

إذن، ما هي الحسابات في إيران؟ من الواضح أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لا يعتقد أنه يخاطر بإثارة غضب الولايات المتحدة، على الرغم من تحذيرات “كبار المسؤولين في الإدارة” من أن “الهجوم العسكري المباشر من إيران ضد إسرائيل سيحمل عواقب وخيمة على إيران”.

ولم تسفر تحذيرات مماثلة في الماضي عن أكثر من التلويح بالأصابع والعقوبات الخفيفة، ويحكم الإيرانيون بحق على أن إدارة بايدن المتلاشية من غير المرجح أن تشن هجوما كبيرا على إيران في خضم موسم الانتخابات. ولكن ماذا عن المخاطر من إسرائيل؟

وردّت إسرائيل على تلك التحذيرات في أبريل بهجوم صغير مستهدف على دفاعات نووية رئيسية. ولكن على نحو متزايد، تتجاهل إسرائيل طلبات واشنطن المتكررة بالتراجع، وتحكم بشكل صحيح على أن البيت الأبيض أكثر اهتماما بمصيره السياسي، وأقل اهتماما بأمن إسرائيل.

ولكن هل حانت اللحظة التي ستوجه فيها إسرائيل ضرباتها إلى إيران بكل ما في وسعها؟ يرى زعماء إيران أن هذا أمر غير مرجح. فإسرائيل تقاتل في غزة ــ حيث لا يزال رهائنها يعانون ــ وفي لبنان. وللوهلة الأولى، يبدو من غير المرجح أن ترغب تل أبيب في القيام بأكثر من تعليم خامنئي درسا قاسيا.

إن كل هذه العوامل تشكل حسابات المرشد الأعلى فيما يتصل بالمخاطر والمكافآت المترتبة على هذا الهجوم المباشر الأخير على إسرائيل. فقد كان هناك تذمر إزاء فشل إيران في الرد على اغتيال هنية، ولكن الرئيس الإيراني الجديد لديه عذر جاهز قد يقدم لنا دليلا على المناقشات الداخلية في إيران: ففي حين انتقد المتشددون عدم الرد الإيراني باعتباره “خيانة”، فقد وضع الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان نفسه في موقف رجل السلام.

وأخيرا، ورغم أن إيران تريد أن تدحض ادعاءات تتهمها بالضعف بسبب تأخر ردها، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا ينبغي للولايات المتحدة وإسرائيل أن تفعلا؟ والإجابة واضحة: ضرب إيران بقوة، وتدمير الوصول إلى مواقعها النووية، وتدمير حلفائها في اليمن والعراق، ثم أخذ نفس عميق، وسؤال قيادة الجمهورية الإسلامية عما إذا كانت ترغب في التراجع.

المصدر: ناشيونال إنترست

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment