قراءة إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. انتصار أم هزيمة؟



وبظهور عناصر من كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” في غزة، مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ وانطلاق عملية تبادل الأسرى، قال الصحافي الإسرائيلي دانيال عمرام: “مئات من مقاتلي حماس يجوبون الشوارع بينما يهتف لهم سكان غزة بعد عام و4 أشهر من القتال وأكثر من 400 جندي قتيل”.

إقرأ المزيد

ورأت “القناة 12” أن “كتائب حماس احتفظت بقوتها وما يجري الآن يؤكد وجودها في كل مكان وسيطرتها على القطاع رغم الحرب الطويلة”.
أما معلق الشؤون العربية في قناة “i24News” العبرية تسفي يحزقالي، فصرح لصحيفة “معاريف” قائلا: “هناك في غزة بالفعل احتفالات فرح. الأمر الأصعب بالنسبة لي هذا الصباح هو رؤية هذه المشاهد. النخبة عادت على المركبات، تلك المركبات التي ذبحتنا، هؤلاء الأشخاص الذين ذبحونا”.
وأضاف: “15 شهرا من القتال ولم ننجح في تغيير معادلات الحرب في غزة”، مردفا: “في الواقع أسأل نفسي، ماذا فعلنا هنا خلال عام وخمسة أشهر؟ دمّرنا العديد من المنازل، وقدمنا خيرة أبنائنا، وفي النهاية النتيجة هي نفس الصيغ. حماس فرحة، المساعدات تدخل، والنخبة تعود”.
ومع إعلان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليوم الأحد استقالة أعضاء الحكومة المنتمين له احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أشار الإعلام العبري إلى أن “استقالة بن غفير ستدخل حيز التنفيذ خلال 48 ساعة”. 
وتعليقا على ذلك، قال الصحفي الإسرائيلي يانون يتاح: “آخر عملية يتولى بن غفير مسؤوليتها كوزير للأمن القومي هي الإشراف على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجن”.
واعتبر غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقا وصاحب “خطة الجنرالات”، في تعليقه على اتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” وتل أبيب، أن “حماس” انتصرت وإسرائيل فشلت فشلا مدويا.
وأمس السبت، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية عشية بدء تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس” ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، إن “المرحلة الأولى من الاتفاق هي عبارة عن وقف إطلاق نار مؤقت، وقد حصلنا على دعم كامل من الرئيس (الأمريكي القادم) دونالد ترامب والرئيس جو بايدن (الذي أنهى ولايته) باستئناف القتال في حال ما إذا كانت المفاوضات حول المرحلة الثانية غير مجدية”.
وأضاف “إذا كان علينا العودة إلى القتال، سنفعل ذلك بطرق جديدة وبقوة أكبر”.
وذكر نتنياهو: “خلال المفاوضات قمت بوضع عدة مبادئ أساسية، الأولى الحفاظ على القدرات للعودة إلى القتال بدعم الولايات المتحدة الأميركية حالما اقتضى الأمر ذلك، وعلى مدار شهور طويلة طلبت حماس التزامات مسبقة بإنهاء الحرب كشرط لإبرام اتفاق، وقد عارضت ذلك بشدة وجرى قبول موقفي”، متابعا: “المبدأ الثاني وهو ذو أهمية أكبر ويتمثل بزيادة كبيرة في عودة المختطفين الأحياء خلال المرحلة الأولى، أما الثالث فهو الحفاظ على محور فيلادلفيا ومنطقة أمنية عازلة، والحديث ليس عن تقليص القوات هناك إنما عن زيادتها، وذلك يتعارض مع كل ما نشر وسمعته في الخارج”.
ولفت نتنياهو إلى أنه “ضمنا من خلال الاتفاق سيطرة إسرائيلية كاملة على محور فيلادلفيا والمنطقة العازلة اللذين يحيطان بكل قطاع غزة. قواتنا ستنتشر داخل القطاع وتغلقه من كافة الجهات ولن نسمح بتهريب الأسلحة إلى الداخل ولن نسمح بتهريب مختطفينا إلى الخارج”، مردفا: “قررنا أن المخربين الذين قتلوا لن يطلق سراحهم إلى يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، إذ سيتم ترحيلهم إلى قطاع غزة أو إلى خارج البلاد، وقد قررنا في الكابينيت تعزيز القوات بشكل كبير في يهودا والسامرة”.
واستطرد: “اغتلنا السنوار والضيف وهنية ونصر الله وكل قادة حزب الله. دمرنا غالبية سلاح الجيش السوري وقمنا بضرب الحوثيين باليمن وعملنا ضد إيران. لقد وجهنا ضربات شديدة بالمحور الإيراني كله، وكما تعهدت قمنا بتغيير وجه الشرق الأوسط”، معتبرا أنه “نتيجة كل ذلك بقيت حماس مهزومة ومعزولة في المعركة، وذلك ما أتاح تهيئة الظروف لتغيير مواقفها وإطلاق سراح مختطفينا، إذ إن حماس اليوم توافق على ما لم توافق عليه في الماضي”.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن معظم الأسرى الإسرائيليين الذين ستطلق حركة “حماس” سراحهم ما زالوا على قيد الحياة. وقال: “كجزء من الاتفاق الذي تم قبوله، سنعيد إلى الوطن 33 رهينة، معظمهم على قيد الحياة”.
ومساء اليوم الأحد، سلمت “كتائب القسام” الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين (3 أسيرات) المقرر الإفراج عنهم بموجب الاتفاق الموقع في قطر بين إسرائيل وحركة “حماس”، في ساحة السرايا وسط مدينة غزة.
في حين ستطلق إسرائيل سراح 90 أسيرا فلسطينيا.

المصدر: RT

إقرأ المزيد

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment