ويقول العلماء إن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تساعد البعثات المأهولة القادمة على تحديد الموارد الطبيعية الثمينة لإنشاء قواعد قمرية.
وبعد الهبوط في منطقة ديكارت المليئة بالحفر في المرتفعات القمرية، جمع رواد الفضاء جون يونغ وتشارلز ديوك وكين ماتينغلي نحو 96 كغ من المواد من سطح القمر.
وكشفت التحليلات الكيميائية للحصى الشبيهة بالتربة في تلك العينات، والتي جمعها رواد الفضاء من خلال تمشيط موقع الهبوط، عن وجود غازات نبيلة مختلفة (تعرف أيضا باسم الغازات الخاملة، وهي مجموعة من العناصر الكيميائية ذات خصائص متماثلة، تكون في الظروف القاسية جميعها عديمة الرائحة وعديمة اللون وذات ذرات وحيدة)، بما في ذلك الأرغون والزينون. وتعمل هذه الغازات المحاصرة كعلامات زمنية مفيدة لعمليات الطقس الفضائي، مثل الرياح الشمسية واصطدامات الكويكبات التي ساعدت في تشكيل سطح القمر على مدى مليارات السنين.
ويقول العلماء إن الدراسة الجديدة للغازات القمرية المحاصرة تكشف بالفعل عن فصول جديدة من تاريخ القمر.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة مارك نوتنغهام من جامعة غلاسكو في المملكة المتحدة في بيان صدر مؤخرا: “يمكننا بناء صورة أكثر اكتمالا لتاريخ هذا الجزء من القمر خلال النظام الشمسي المبكر”، حيث أظهرت التحليلات أن القمر شهد ضربات قوية في المليار سنة الأولى، تلتها فترات أقل كثافة قبل نحو ملياري سنة.
وأشار نوتنغهام وزملاؤه في بيانهم أنهم استخدموا أثناء تحليل العينات التي تم جمعها خلال مهمة أبولو 16 تقنيات مطياف الكتلة لتصنيف الغازات النبيلة المختلفة ووفرتها في العينات، ما ساعدهم على تحديد المدة الزمنية التي كانت فيها العينات القمرية متواجدة على سطح القمر أو بالقرب منه. وهذا التقدير مهم لأنه يساعد على فهم التاريخ الجيولوجي للقمر، والأحداث التي تعرضت لها العينات خلال فترة وجودها على السطح، مثل الضربات الناتجة عن الكويكبات أو التعرض للرياح الشمسية.
ويظهر التركيب الكيميائي للغازات المحاصرة في “خراطيم الريغوليث” (نوع من الصخور القمرية التي تجمعت نتيجة اندماج غبار القمر في الصخور تحت قوة هائلة من اصطدامات الكويكبات) أنها ظلت معرضة للرياح الشمسية واصطدامات الكويكبات لفترة طويلة.
وذكرت الدراسة الجديدة أن أعمار التعرض المحددة تباينت على نطاق واسع بين العينات، من 2.5 مليار سنة مضت إلى أقل من مليار سنة، ما يشير إلى أن تربة القمر حول منطقة الهبوط “مختلطة جيدا”، مع كون البعض منها تم تجريفها إلى السطح من خلال تأثيرات صدمية أحدث.
ويقول نوتنغهام إن دراسات مثل هذه الدراسة ستساعد العلماء على فهم أفضل لكميات ومكان وجود الغازات النبيلة والعناصر الأخرى على القمر، ما يساعد البشرية على التخطيط بشكل أفضل لاستكشاف القمر في المستقبل.
نشرت الورقة البحثية في مجلة Meteoritics & Planetary Science.
المصدر: سبيس
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link