أعرب عدد من أساتذة الجامعات عن مخاوفهم لمجلة The Atlantic بشأن الطلاب الذين يأتون إلى الكلية غير قادرين على قراءة الكتب الكاملة.
وتحدثت مساعدة المحرر روز هورويتش إلى عدد كبير من المعلمين من مدارس النخبة مثل كولومبيا وجورج تاون وستانفورد، ووصف كل منهم ظاهرة الطلاب الذين يشعرون بالإرهاق من احتمال قراءة كتب كاملة.
ووصف أستاذ العلوم الإنسانية في جامعة كولومبيا نيكولاس ديمز شعوره “بالحيرة” عندما أخبرته طالبة في السنة الأولى أنها لم يُطلب منها مطلقا قراءة كتاب كامل في مدرستها الثانوية العامة. وهذا جعل ديمز يشعر بدهشة كبيرة.
ويرى بعض الأساتذة أن بعض الطلاب قادرون على أداء هذه المهمة، لكنهم وصفوهم بأنهم “الآن يشكلون استثناءات أكثر” وليسوا القاعدة، في حين “يتوقف” آخرون عن العمل عندما يواجهون نصوصا صعبة.
كتبت هورويتش: “أخبرني دانييل شور، رئيس قسم اللغة الإنجليزية في جامعة جورج تاون، أن طلابه يجدون صعوبة في التركيز، وليس لأنهم لا يريدون القراءة، بل إنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك. لقد توقفت المدارس المتوسطة والثانوية عن مطالبتهم بذلك”.
وأفادت هورويتش أن استطلاعا حديثا لمركز أبحاث إد ويك شمل نحو 300 معلم من الصف الثالث إلى الثامن وجد أن “17% فقط قالوا إنهم يدرسون في المقام الأول نصوصا كاملة”، في حين قال نحو 25% منهم إن الكتب الكاملة نفسها لم تعد تشكل محورا في مناهجهم الدراسية.
وفي حين أن المدارس الخاصة ليست محصنة ضد هذه المشكلة، فإن المشكلة أكثر بروزا بين الطلاب الذين التحقوا بالمدارس العامة، حيث يُلقى اللوم على إعداد الاختبارات الموحدة. ومع ذلك تبقى المدارس الخاصة أكثر التزاما، نسبيا، بفرض قراءة الكتب الكاملة من المدارس العامة. وقد تسبب ذلك بخلق فجوة محيرة في مهارات القراءة بين الطلاب الجدد.
وردا على ذلك، ووفق هورويتش، قلل مدرسو جامعة كولومبيا من قائمة القراءة للعام الدراسي الحالي. وعزا علماء النفس السبب لإغراءات تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك ويوتيوب التي تجاوزت القراءة الترفيهية، كما نوهوا لانتشار ظاهرة الملل غير الطبيعي بين الطلاب وللوضع الاقتصادي الضاغط.
ورغم أن الأساتذة بدأوا طوعا في تقليص مناهجهم لصالح نصوص أو مقتطفات أقصر، فإن كثيرين ما زالوا يندبون خسارة الإثراء الثقافي الذي يأتي من القراءة.
المصدر: فوكس نيوز
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب