رصد حدث نادر للغاية على نجمنا


انفجر زوج من التوهجات الشمسية القوية مؤخرا “في وقت واحد تقريبا” من بقعتين شمسيتين مختلفتين تقعان في نصفي نجمنا المتقابلين.

وهذه الظاهرة النادرة للغاية، والمعروفة باسم “التوهج الشمسي المتجانس”، هي تذكير آخر بأننا نقترب بسرعة من ذروة التوهجات في دورة الشمس التي تبلغ 11 عاما، والمعروفة باسم الحد الأقصى للطاقة الشمسية.

وفي 22 يناير، في الساعة 10:30 مساء بالتوقيت الشرقي (الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش ليوم 23 يناير)، انفجر التوهجان الشمسيان في نفس الوقت تقريبا من البقع الشمسية AR3559 وAR3561، والتي كانت تفصل بينهما في ذلك الوقت نحو 310 ألف ميل (500 ألف كم)، وهي أبعد من متوسط المسافة بين القمر والأرض، وفقا لموقع Spaceweather. .com.

إقرأ المزيد

وكان للتوهجات قوة مجمعة تعادل قوة التوهج M5.1، وهي ثاني أقوى فئة من التوهجات التي يمكن أن تنتجها الشمس.

كما أطلق التوهجان التوأمان المتفجران أيضا موجة من الجسيمات عالية الطاقة باتجاه الأرض، ما أدى إلى انقطاع الراديو لمدة 30 دقيقة فوق إندونيسيا وأجزاء من أستراليا عندما اصطدمت بالمجال المغناطيسي لكوكبنا، وفقا لموقع Spaceweather.com.

ويمكن للتوهجات الشمسية أيضا أن تطلق سحبا سريعة الحركة من البلازما الممغنطة إلى الفضاء، تعرف باسم الانبعاثات الكتلية الإكليلية (CME)، والتي يمكن أن تتدفق إلى الأرض وتؤدي إلى عواصف مغناطيسية أرضية تخلق شفقا ملونا. ولكن في هذه المناسبة، لا يبدو أن أيا من الانفجارين قد أطلق كتلة من الانبعاث الإكليلي.

ويمكن أن تحدث التوهجات الشمسية أحيانا بتتابع سريع من نفس البقعة الشمسية، بحيث يمكن أن يؤدي هذا إلى إطلاق “انبعاثات إكليلية مفترسة” إذا أطلقت التوهجات انفجارات شمسية تندمج لاحقا في عاصفة شمسية أكبر. لكن التوهج الشمسي المتجانس هو وحش مختلف تماما.

إقرأ المزيد

وفي الماضي، افترض العلماء أن التوهج المتجانس كان مجرد صدفة غريبة. لكن دراسة أجريت عام 2002 كشفت أن أزواج التوهجات مرتبطة بعضها ببعض بالفعل، أو بشكل أكثر دقة، ترتبط بقعها الشمسية معا بواسطة حلقات مجال مغناطيسي ضخمة وغير مرئية تدور حول الشمس. ولذلك، يمكن اعتبار التوهجات بمثابة جزأين من انفجار واحد.

وتعد التوهجات المتجانسة نادرة للغاية، لكنها يمكن أن تصبح أكثر شيوعا خلال ذروة الطاقة الشمسية، عندما يبدأ المجال المغناطيسي للشمس في الانهيار ويصبح أكثر تشابكا، حسبما كشفت دراسة أجريت عام 2022 بتحليل 40 عاما من بيانات التوهج الشمسي.

وقد تزايد النشاط الشمسي بسرعة خلال الأشهر الـ 12 الماضية. وخلال هذا الوقت، شهدنا زيادة في عدد وحجم البقع الشمسية، بالإضافة إلى التوهجات الشمسية الأكثر تكرارا والأكثر قوة.

ويتوقع العلماء أن يصل الحد الأقصى للطاقة الشمسية في عام 2025 ويكون ضعيفا مقارنة بالحد الأقصى السابق. لكن الأدلة المتزايدة التي تشير إلى عكس ذلك غيرت رأيهم، فهم يعتقدون الآن أن ذروة الدورة الشمسية يمكن أن تبدأ في الأشهر القليلة المقبلة، إذا لم تكن قد بدأت بالفعل.

المصدر: سبيس



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment