خبراء مغاربة تعليقا على استفزاز نتنياهو الجديد: تكرار الخطأ فعل مقصود




وذكر موقع “هسبريس” المغربي “إنه ورغم اعتراف حكومته بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي كل مرة على إظهار خريطة المملكة المغربية مبتورة من صحرائها، وهو ما اعتبره مهتمون استفزاز مباشرا للرباط التي ترفض استمرار الحرب في الشرق الأوسط”.
وأفاد الموقع المغربي بأن هذه الواقعة تكررت أكثر من مرة وسط تبريرات إسرائيلية غير مقنعة وتثير تساؤلات حول جدية موقف تل أبيب بشأن قضية الوحدة الترابية للمملكة.
وظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مؤتمر صحفي شرح من خلاله سياسات بلاده في إدارة الحرب مع فصائل المقاومة الفلسطينية وفي الخلفية الخريطة التي سبق لمكتبه أن أعلن تغييرها تماشيا مع الموقف الإسرائيلي الداعم للمغرب بشأن الصحراء الغربية.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، قال إدريس قسيم أستاذ العلاقات الدولية بالكلية متعددة التخصصات بتازة، إنه “من الواضح أن إدراج مصطلح الصحراء الغربية في الخريطة التي استغلها نتنياهو في مؤتمره الصحفي الأخير أمر مقصود لا يحتمل الخطأ التقني كما ادعت إسرائيل في مايو المنصرم عندما قدمت اعتذارا رسميا على بتر خريطة المغرب بشكل واضح.
وأضاف قسيم أن “نتنياهو يوجه من خلال هذا التلميح وهذه الإشارة رسالة مبطنة إلى المغرب مفادها بأن الاعتراف بمغربية الصحراء يخضع بالدرجة الأولى لتقديرات ورؤية الإسرائيلي الذي يمكن أن يبتر الخريطة متى شاء ويصف الصحراء بالغربية متى شاء ويعتذر متى شاء وهو توجه ينطوي على نزعة ابتزاز واستفزاز ولا مسؤولية”، مشددا على أن “الثابت أن المغرب في قضية الصحراء بالذات لا يقبل بشكل مطلق مثل هذا السلوك المتردد والمتقلب”.
وأشار إلى أن “ما يثبت فرضية القصد كذلك أن نتنياهو أظهر المغرب وفي جنوبه مصطلح الصحراء الغربية كجزء من العالم العربي والإسلامي الكبير والممتد الذي توجد في قلبه دولة إسرائيل الصغيرة، موظفا خطاب المظلومية المعهود بمعنى أن رؤيته للمغرب وفق هذه العضوية وهذا الانتماء لا تحتمل تمايزات في المصالح أو في العلاقات، ولكنها تستحق أن تخضع لمنطق الابتزاز الإسرائيلي”.
من جهته، أكد جواد القسمي باحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي أن ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي للمرة الرابعة في مؤتمر صحفي وخلفه خريطة تظهر المملكة بدون إقليم الصحراء يشكل استفزازا مباشرا للمغرب وشعبه ويعكس رسائل سياسية مباشرة إلى المغرب، خاصة في ظل التطورات العسكرية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إذ يصعب التصديق أن الأمر مرة أخرى لا يعدو أن يكون خطأ غير مقصود”.
وبين المتحدث أن “واقعة رئيس الوزراء الإسرائيلي تظهر كيف يمكن أن تؤثر الرموز السياسية والخرائط في العلاقات السياسية من خلال تمرير بعض المواقف في قضايا معينة لأن التصرفات التي قد تبدو بسيطة يمكن أن تحمل معاني عميقة وتؤثر على الديناميات الإقليمية والدولية.
وأضاف: “قد يكشف هذا الأمر عن بعض الصعوبات والتعقيدات في العلاقات الإسرائيلية المغربية في المرحلة الراهنة خاصة وأن الجانب الإسرائيلي ظن أن الموقف المغربي خصوصا بعد تطبيع العلاقات، قد يكون منحازا بشكل كبير للطرح الإسرائيلي، وهو الأمر الذي لم يقم به المغرب، خصوصا في علاقته بالقضية الفلسطينية، إذ واصل المغرب دفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني، ودعمه للقضية الفلسطينية ورفض أي خطوة من شأنها الإجهاز عن حقوق هذا الشعب”.
وخلص القسمي إلى أن “هذا الحدث قد تكون له تداعيات دبلوماسية ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات بين الرباط وتل أبيب وردود فعل قوية من قبل الشعب المغربي الذي يعتبر الصحراء المغربية جزءا لا يتجزأ من أرضه، كما تعطي الواقعة ورقة لخصوم الوحدة الترابية لاستفزاز مشاعر الشعب المغربي”.
المصدر: “هسبريس”

إقرأ المزيد

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment